حوارات و تقارير

انقلاب في الكونجرس: المال السياسي يهزم المدافعين عن حقوق الإنسان

شعر الكثيرون بالصدمة الإنسانية وهم يشاهدون تناقضات صناع القرار الأمريكيين وانفصامهم عن المبادئ التي يروجون لها عالميًا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. يتساءل العرب وكل أحرار العالم: كيف تصبح الإبادة حقًا مشروعًا في الدفاع عن النفس؟ وكيف تتحول محكمة العدل الدولية إلى عدو لواشنطن إذا فكرت في إدانة قادة إسرائيل؟ وكيف يبرر الزعماء السياسيون في واشنطن قتل الأطفال ويلقون اللوم على الضحية بدلاً من المجرم؟

 اللوبى الصهيوني يطيح بجمال بومان

أثارت المعركة الانتخابية الأخيرة في الكونجرس الأمريكي ضجة كبيرة، حيث أنفق اللوبى الصهيوني في أمريكا أكثر من 25 مليون دولار لإسقاط النائب جمال بومان، الذي انتقد إسرائيل بقوة. كتبت الصحف الأمريكية والغربية عن هذه المعركة، التي انتهت بخسارة بومان أمام جورج لاتيمر، المدعوم من تل أبيب.

 صراع داخلي في الحزب الديمقراطي

بحسب تقرير شبكة BBC البريطانية، أُنفقت مبالغ مالية غير مسبوقة في السباق بين بومان وجورج لاتيمر في منطقة الكونجرس السادسة عشرة في نيويورك. خسر بومان السباق، مما كشف عن صدع مرير داخل الحزب الديمقراطي بشأن الحرب بين إسرائيل وغزة.

 التأثير المالي الضخم

أنفقت مجموعات مختلفة 24.8 مليون دولار في هذا السباق، مما جعله أغلى انتخابات تمهيدية لمجلس النواب في التاريخ. حصل لاتيمر على أكثر من 58% من الأصوات، مقارنة بـ 42% لبومان. صور لاتيمر نفسه كمدافع ثابت عن إسرائيل، بينما اتهم بومان إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية وشكك في دعم إدارة بايدن للحكومة الإسرائيلية.

دعم كلينتون واللوبي اليهودي

لاتيمر كان مدعومًا من وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، بينما كان بومان مدعومًا من زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز والممثلة اليسارية ألكساندريا أوكازيو كورتيز والسيناتور المستقل بيرني ساندرز.

 أيباك وتأثيرها

قال الباحث في الشؤون السياسية الأمريكية، إريك هام، إن مواقف بومان الداعية لوقف إطلاق النار في غزة جعلته هدفًا للجنة “أيباك” التي تدعم فقط المرشحين المؤيدين لإسرائيل. من جانبه، رأى المحلل السياسي إيلي بريمر أن تأييد “أيباك” للاتيمر ليس أمرًا جديدًا، حيث أن اللجان الداعمة لإسرائيل تؤيد المرشحين على حساب آخرين منذ سنوات.

في النهاية، ورغم جهود بعض الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي للدفاع عن بومان، أكد الواقع أن تل أبيب أبعدت من تراه عدوا داخل الكونجرس وزرعت مؤيدًا جديدًا لها، مما يعكس سيطرة المال السياسي والتأثير القوي للوبي الصهيوني في الانتخابات الأمريكية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى