قبائل و عائلات

 بنو ثقيف: قبيلة الجسارة والتحولات التاريخية

بنو ثقيف، نسبة إلى قسي بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن حصفة بن قيس بن عيلان، كانت قبيلة عربية عدنانية معروفة بقسوة قلوب أفرادها، واستقرت في الطائف. تحالفت ثقيف مع هوازن بعد فتح مكة بفترة وجيزة، وكانتا على وشك مواجهة النبي محمد في معركة حنين. ومع ذلك، انتهت هذه المعركة بهزيمتهما على يد النبي وجيشه.

من هم بنو ثقيف

في أعقاب هذه الهزيمة، بدأت مفاوضات بين النبي وثقيف. أصر النبي على أن تهدم ثقيف صنمها قبل دخول أفرادها في الإسلام. وبعد مقاومة، رضخت القبيلة لهذا الشرط وهدمت صنمها.

أحد أبرز رجال ثقيف قبل الإسلام كان أمية بن أبي الصلت، الذي كان من حكماء العرب وتجارها الكبار، حيث امتدت تجارته من الشام إلى اليمن. زهد في الدنيا ولبس مسوح الرهبان، وكان يرفض عبادة الأوثان دون أن يعتنق المسيحية. يُنسب إليه كتابة “باسمك اللهم”، والتي اقتدت بها العرب حتى جاء الإسلام بالبسملة.

انتقل أمية إلى البحرين لثماني سنوات قبل أن يعود إلى الطائف ويلتقي النبي، لكنه لم يسلم. عاد إلى الطائف بعد معركة بدر، وظل متمسكًا بتوحيده دون الانضمام لأي دين محدد، مما دفع النبي إلى القول: “آمن شعره ولم يؤمن قلبه”.

من رجال ثقيف الآخرين، المغيرة بن شعبة بن مسعود، الذي ولاه عمر بن الخطاب البصرة ثم الكوفة، وعزله عثمان بن عفان. عاد ليولي الكوفة تحت حكم معاوية بن أبي سفيان، حيث توفي في عام 670م.

وكان الحارث بن كلدة الثقفي أول طبيب معروف في شبه الجزيرة العربية.

ومن الشخصيات البارزة أيضًا الحجاج بن يوسف الثقفي، والي العراق الشهير بحكمه القاسي وبطشه الشديد. قمع ثورات ابن الأشعث وعبد الله بن الزبير، وضرب الكعبة بالمنجنيق، وبنى مدينة واسط في العراق. حكمه ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى