فاطمة بنت محمد الفهرية.. المرأة القرشية التي أسست أقدم جامعة في العالم
أسماء صبحي
إنها فاطمة بنت محمد الفهرية، تلك المرأة العربية القرشية التي أسست أقدم جامعة في العالم من مالها الخاص عام 245هـ. وهي جامعة القرويين في فاس، التي تؤكد اليونسكو أنها أول جامعة في التاريخ. وأول جامعة تمنح إجازة في الطب، وأول مؤسسة اخترعت الدرجات العلمية المتخصصة والدرجات العلمية في العالم.
من هي فاطمة بنت محمد الفهرية
تمتد جذور فاطمة الفهرية إلى عقبة بن نافع الفهري، فاتح تونس ومؤسس مدينة القيروان. وولدت بمدينة القيروان في تونس مع بداية القرن الثامن للميلاد. ونزحت وهي فتاة صغيرة مع العرب النازحين إلى أقصى المغرب، ونزلت مع أهل بيتها في عدوة القرويين (القسم الغربي) من مدينة فاس تحت حكم إدريس الثاني، وتزوجت رجلاً ثريًا وطاب لها المقام هناك.
ورثت عن زوجها مالاً وفيرًا، فعاشت في رغد من العيش هي وأختها مريم بنت محمد الفهري التي كانت تكني بأم القاسم. واستثمرت الفهرية أموالها الوفيرة في بناء مسجد يكون ذخراً لها بعد موتها وليظل عملها بعد موتها مستمراً.
وبدأت فاطمة بنت محمد الفهرية في اتخاذ الخطوات الأولى في البناء. واشترت أرضاً بيضاء بالقرب من منزلها بالقرويين. ودفعت لصاحبها بسخاء، وعقدت العزم على ألا تأخذ ترابًا أو مواد بناء من غير الأرض التي اشترتها من حر مالها.
طلبت من عمال البناء أن يحفروا حتى أعماق الأرض المزمع إقامة البناء عليها. فأخذوا يستخرجون من أعماقها الرمل الأصفر الجديد والأحجار والجص ليستخدموه في البناء. ومع أول أيام البناء أصرت على بدء الصوم، ونذرت ألا تفطر يوماً حتى ينتهي العمل فيه.
بناء المسجد
بدأ الحفر بصحن المسجد حيث حفروا بئرًا من أجل توفير الماء اللازم لهم ولاستخدام الماء أيضاً في أعمال البناء
قامت بنفسها بالإشراف على أعمال الأساسات والبناء. فجاء المسجد فسيح الأرجاء محكم البناء، وانتهى العمل أول رمضان سنة 245 من الهجرة.
وسبقت جامعة القرويين جامعة الزيتونة بتونس والأزهر بمصر. كما أنها تعدّ أقدم من جامعات أوروبا بمائتي عام، تخرج منها العديد من علماء الغرب، وقد بقي الجامع والجامعة الملحقة به مركزًا لنشاط الفكري والثقافي والديني والقلعة الإسلامية الأولى التي تحمي الحضارة الإسلامية.