كتابنا

المهندس أيمن حافظ عفرة يكتب…

مصر العفيّة

القوي محدش بياكل لقمته، والمهاب لا ترد له كلمة، والكبير لا يجالس الصغار، هكذا هي مصر الكبيرة والعظيمة، تثبت كل يوم أن زعامتها لآلاف السنين ليست صدفة، وأن قيادتها لمحيطها لا تقبل الجدال أو التحايل أو المحايلة أو التآمر والالتفاف.

مع قدوم إدارة بايدن ظن ضعاف النفوس والعملاء والخونة أن واشنطن سوف تنصب المحاكمات تحت دعاوى زائفة للحريات التي تتاجر بها منظمات المال والعمالة، وأن بايدن سيكون بمثابة المعلم الذي يحمل عصا.. لكن هيهات.

 

 

لطمت الإدارة الأمريكية الجديدة من راهنوا على خضوع مصر، حينما خرجت الصحف الأمريكية لتعلن عن موافقة الإدارة الأمريكية، وبدعم من بايدن نفسه، على صفقة أسلحة صواريخ متطورة للغاية لمصر. خرج الخبر من هناك وليس من القاهرة، ولم تكتفِ الحكومة بذلك بل خرج متحدث الخارجية الأمريكية ليعلن أن الصفقة الأمريكية الضخمة والنوعية تأتي في إطار تطوير قدرات جيش دولة حليفة وصديقة للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو.

 

وأكدت الخارجية الأمريكية على استراتيجية العلاقة وقوتها مع القاهرة، هنا لجم الكسوف والعار أبواق وقنوات الإخوان والفتنة الذين نصبوا السرادق ليأخذوا العزاء في مصر، لكنهم وقعوا في نفس الفخ الذي يقعون فيه بغبائهم كل مرة، نتيجة جهلهم بالتاريخ العظيم الذي يؤكد في كل مرة أن مصر ولدت لتقود وتحكم ولم تخلق دولة يمكنها أن تتحكم فيها.

 

لم تكتفِ إدارة بايدن بإعلان اعتزازها بالعلاقات مع مصر من خلال تلك الصفقة، ولكن تحولت القاهرة إلى قبلة للمسئولين الأمريكيين من العيار الثقيل، فزارها رئيس القيادة المركزية الأمريكية ، الفريق أول كينيث ماكينزي والوفد المرافق له.

 

وأشار المتحدث باسم القوات المصرية العميد تامر الرفاعي في منشور عبر “فيسبوك”، إلى أن اللقاء بحث عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بمجالات التعاون العسكري وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين.

 

ولفت إلى أن “اللقاء تناول تبادل الرؤى تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع التى تشهدها المنطقة بما يحقق المصالح المشتركة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار، فضلا عن مناقشة ملف التدريبات المشتركة بين كل من مصر والولايات المتحدة الأمريكية”.

 

وأضاف أن “الفريق فريد أكد على عمق العلاقات المصرية الأمريكية، وأعرب عن اعتزازه بعلاقات الشراكة التي تربط القوات المسلحة بكلا البلدين الصديقين”.

 

وأشار إلى أن “الفريق أول ماكينزي أكد من جانبه حرص بلاده على دعم علاقات الشراكة الإستراتيجية والتنسيق بين القوات المسلحة المصرية والأمريكية، وتطلّع إلى أن تشهد المرحلة الحالية والمستقبلية مزيدًا من التعاون المشترك على نحو يلبي المصالح المشتركة للجانبين”.

 

بلاشك تصريحات الفريق أول ماكينزي نزلت كالصاعقة على قلب الإخوان وعملاء الخارج ومطاريد تركيا وشياطين إسطنبول ومشردي قطر، وعضّوا الأنامل من الغيظ دون أن يفهموا سر المديح الأمريكي لمصر والهرولة نحوها واستجداء رضاها وتعزيز العلاقات معها.. أيها الأغبياء إنها القوة والهيبة والتأثير وتاريخ لا أول له هو من يصنع الفارق وهو من يضع حجم وطبيعة العلاقات بين الدول، وفي عالم السياسة لا يعترف بالعواطف أو الشعارات وحدها، فقط القوة التي يمتلكها كل طرف مَن تحدد طبيعة الحوار وقامة من يتحدثون عنه، ومسئولو إدارة بايدن يعلمون علم اليقين أن أهمية القاهرة تضاهي أهمية موسكو وبكين في العلاقات والتأثير.

 

وليس المقصود هنا بالقوة حجم الجيوش فقط، بل هو حجم التأثير والأدوات التي تمتلكها القاهرة والتي تجعلها تدير المنطقة كلها من غرفة عمليات قصر الاتحادية. أيقنت إدارة بايدن، كما أيقنت قبلها إدارة ترامب أن مصر الماضي ليست هي مصر السيسي التي تفعل ما تقول ولا تستأذن قبل أن تنفذ، هي من رسمت خطوطًا حمراء للآخرين، وهي من ضمّدت جراح المفزوعين من جيرانها، وهي من تقف كالأسد الكاسر حارسة لعروبتها وأمنها وازدهارها.. عاشت وتحيا مصر العفيّة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى