تاريخ ومزارات

عبد القيس في عمان.. رحلة من نجد إلى الواجهة

عبد القيس في عمان.. رحلة من نجد إلى الواجهة

استقر جزء من قبيلة عبد القيس في عمان بعد رحلة طويلة من  نجد وبرزت مكانتهم في المنطقة، وشاركوا في تكوين الحضارة العمانية، وساهموا في مختلف مجالات الحياة.

ويعتبرون قبيلة واسعة الكونفدرالية، هيمن عليهم رعي الإبل. خلال القرن الرابع الميلادي، كانت عبد القيس تسكن صحراء ركبة في السّي وبسيان، ومن مواردها آبار سجا، في جنوبي أرض غسان يثرب ، وشمال أرض نزار، وآبار سجا حالياً بالقرب من مدينة عفيف. وفي سنة 360م، نُفِّذت سبأ حملات حربية ضد عبد القيس وأراضيها، ويذكر أن الجنرال “بريل بن معد كرب” قاد حملة على عشيرة عبد القيس في “السّيّ” (سهل ركبة) عند مياه آبار سجا بين أرض نزار وغسان، وشن وأتباعه حرباً على عشيرة: شن، وبني نكرة، وبني صبرة بأرض عبد القيس، فقتلوا، وسبوا، وسلبوا، وغنموا أربعة آلاف من الأبل، وأثنا عشر ألفاً من الضأن .ويتوافق النقش، مع ما ذكره النسابة من أسماء بطون عبد القيس: شن بن أفصى بن عبد القيس، ونكرة بن لكيز بن أفصى، وصبرة بن نكرة ويقال صبرة بن الديل بن شن.

وبعد قرن من الزمن، في سنة 584 حـ من التقويم الحميري المقابل 474م، تم تنفيذ حملات سبئية أخرى، ذكر فيها اسم عبد القيس. وفي تلك الحملات، استولى الملك شرحبيل يكف على أرض نجد، وبمأسل الجمح واجه الملك شرحبيل يكف بنفسه ملك تنوخ عمرو بن الأسود ، فدارت بينهم معركة، طرد فيها عمرو بن الأسود، وقتلوا من جيشه واسروا، وغنموا أربعمائة جمل من عبد القيس وفي أرض جو طلب عمرو بن الأسود الصلح .

وقد  ارتحل بنو عبد القيس من منازلهم شرقاً، واستقروا في البحرين، أي على الشاطئ الغربي للخليج العربي، ووصلت إقامتهم إلى عُمان، وكان العرب يسمون الشاطئ الممتد من البصرة إلى عمان بالخط؛ ويطلقون عليه: خط عبد القيس وكانت مدينة القطيف عاصمة هذا الخط،وأشارت المصادر إلى وصول القيسيين إلى عُمان، وفي ذلك حكى الجاحظ عن صحار العبدي قوله: «شأن عبد القيس عجيب، وذلك أنهم بعد محاربة إياد تفرقوا فرقتين: الأولى وقعت بالبحرين وشِق البحرين وهم أشعر قبيل في العرب، والثانية وقعت بعمان وشِق عمان وهم خطباء العرب»

ومن بين اعلامها أبو الجويرية العبدي والجارود العبدي والجعيد بن صبرة العبدي وعمرو بن الجعيد العبدي، سيّد قبائل ربيعة في زمانه، عُرف بالأفكل

والصحابي الجارود بن المعلى العبدي، سيد عبد القيس وقائد وفدها الثاني الذي زار النبي محمد. قـُتل في معركة إصطخر التي شنها المسلمون لفتح بلاد فارس حيث كان أحد القادة الثلاثة لجيش المسلمين. وقد سمُيت بلدة الجارودية بالقطيف باسمه
والصحابي السوار بن همام العبدي، أحد القادة الثلاثة لجيش المسلمين في معركة إصطخر في بلاد فارس، وقد قتل فيها
 
والصحابي حسان بن أبي حسان العبدي قدم على النبي في وفد عبد القيس.
والصحابي أذينة بن سلمة بن الحارث العبدي كان رأس عبد القيس بالبصرة في زمن عثمان وشهد موقعة الجمل مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والصحابي هرم بن حيان العبدي والصحابي المنذر بن عائذ العبدي، الذي لقبه الرسول بأشجّ عبد القيس والصحابي زيد بن صوحان العبدي، كان من انصار علي بن أبي طالب، استشهد في موقعة الجمل ويوجد له مزار في مدينة البصرة بالعراق والتابعي زيد بن عميرة العبدي، كان من انصار علي بن أبي طالب، واحد قادة جيشه في وقعة صفين ويوجد له مزار في قرية المالكية بمملكة البحرين
  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى