تعرف على أثر أم مبشر الأنصارية في نقل الحديث النبوي وتوجيهات الرسول
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. برزت قصص عشرات النساء اللاتي كان لهن أثر عظيم في حياة النبي وفي العصور التالية. يركز كتاب “نساء في عصر النبوة” للمؤلف والمترجم السوري أحمد خليل جمعة على دور هؤلاء النساء والأحداث التي ترتبط بالدعوة الإسلامية وبالرسول.
أم مبشر الأنصارية، العالمة الفقيهة وراوية الحديث الشريف
تعتبر أم مبشر بنت البراء بن معرور الأنصارية، زوجة زيد بن حارثة رضي الله عنه، واحدة من بين نساء الأنصار اللاتي كان لهن أثر كبير في المجتمع. ولدت أم مبشر في عائلة محترمة.حيث كان والدها أحد الصحابة الأخيار وأحد المشاركين في غزوة بدر، وكانت أم مبشر تتميز بعلمها وفقهها ومكانتها بين النساء.
لقد كانت أم مبشر رواية لعشرة أحاديث نبوية، وكانت تتميز بحبها للزيارة المتكررة لبيت النبوة والدراسة عند زوجات النبي. وخاصة عند حفصة بنت عمر. وقد عرفت بتقواها وورعها. ومن بين الأحاديث التي روتها، حديثها الشهير في فضل أهل بدر وبيعة الرضوان.
وأم مبشر هي راوية الحديث المشهور في فضائل أهل بدر وأهل بيعة الرضوان، حيث قالت: كان رسول الله ﷺ في بيت حفصة فقال: “لا يدخل النار أحدٌ شَهِدَ بدراً والحديبية”. قالت حفصة: أليس الله يقول: “وإن مِنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا” [مريم : ٧١]. فقال رسول الله ﷺ: “ثم ننجي الَّذِينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظَّلِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا” [مريم : ٧٢].
ولأم مبشر روايات أخر، منها ما روي عن مجاهد عنها قالت: سمعت رسول الله يقول: ألا أخبركم بخير الناس، قالوا بلى يا رسول الله، قال: رجل في غنَيْمَة له يقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، قد اعتزل شرور النَّاس.
من التوجيهات النبوية
زار النبي ﷺ أم مبشر ذات مرة فتشرفت بزيارته. وتشرفت بالرواية والاستماع لهديه والاستمتاع بحديثه وتوجيهاته التي تجمع خيري الدُّنيا والآخرة.
وقد تحدثت أم مبشر عن هذه الزيارة فقالت: دخل علي رسول الله ﷺ، وأنا في نخل لي فقال: “من غرسه مسلم أو کافر؟”. قلت: مسلم، قال: “ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طائر أو سبع إلا كان له صدقة”.
عاشت أم مبشر حياتها في ظل الخلفاء الراشدين. مستمرة في العمل والتعليم والعلم، وشهدت وفاة النبي وهي راضية عنها. ورغم أن التاريخ لم يحدد زمن وفاتها أو مكانها بدقة. يعتقد أنها توفيت في نهاية الخلافة الراشدة أو بعدها بقليل.
بواسطة هذه الشخصية النسوية البارزة. نرى مثالا حيا على تأثير المرأة في المجتمع الإسلامي. ودورها الكبير في نقل العلم والإرشاد بناءً على التعاليم النبوية.
