المزيد

ما لا تعرفة عن التراث السيوي.. عادات وتقاليد أصيلة

 

كتب – عمر محمد

تتمتع واحة سيوة بعادات وتقاليد أصيلة وقديمة يحافظون عليها وتشكل إرث تراثي أصيل، تسعى القبائل السيوية للحفاظ عليه.

وعندما تتأمل عناصر التراث الشعبي في واحة آمون “سيوة” حسب يوسف كيلاني مؤرخ في شؤون القبائل ل”صوت القبائل العربية”، وسنجد أنها حافلة بالعديد من العادات والتقإليد التي تؤكد ارتباطها بالمكان من ناحية والهوية الثقافية للمنطقة من ناحية أخرى.
وتقع واحة سيوة في الصحراء الغربية المصرية، طبقا للمؤرخ حوالي 310 كم عن ساحل البحر المتوسط إلى الجنوب الغربي من مرسي مطروح التي تتبع محافظة مطروح إداريا، ويقطن سيوة حوالي 30.000 نسمة، وتتمتع ببعد تاريخي أثري؛ إذ تشير بعض الحفائر التي تم اكتشافاها بالواحة عام 2007 إلى اكتشاف أقدم آثار لأقدام بشرية على وجه الأرض، وقد زارها الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد، ونصبه الكهنة ابنا للإله آمون، وتنبأوا له بحكم مصر والعالم القديم المعروف في ذلك الوقت، كما عرفت سيوة بمناطق أثرية أخرى كالمراقي ومقابر جبل الموتى وغيرها.

وبجانب البعد التاريخي والأثري تحفل سيوة بالأماكن التي تدور حولها العديد من العادات الشعبية التي ما زالت حتى الآن باقية، مثل: جبل الدكرور، وعيون المياه التي تنتشر بالواحة، مثل: عين كليوباترا وعين طموسي وعين أبو قريشت، ولا شك أن العنصر المعماري بالواحة يشكل ملمحًا رئيسًا مهمًا عند التصدي لدراسة واحة سيوة وثقافتها وفنونها، وبخاصة الطابع القديم من هذا المعمار الذي نجد نماذج منه بمدينة سيوة (شالى القديمة التي تتوسط مدينة سيوة)، وقرية أغورمي التي تبعد ثلاثة كيلو مترات عن شالى، وما زالت بهما أطلال المباني والمرافق والشوارع الضيقة.
وعرفت العمارة السيوية التقليدية بأسلوب بناء مرتبط بالبيئة السيوية؛ إذ يستخدم الأهإلى طينة الأرض المالحة التي تسمي “كرشيف”، وهو مزيج من الطين والملح المتصلب، لتشييد المنازل كما يستخدمون جذوع أشجار النخيل للتسقيف.

وسط هذه البيئة ظهرت عشرات المظاهر الشعبية التي ارتبطت بالواحة، فالاحتفالات الشعبية على سبيل المثال: عيد “السياحة” أو “المصالحة” الذي يتم بجبل الدكرور، الذي يستخدم ساحةً يقام فيها الاحتفال، وكلمة “سياحة” لا تعني هنا المعنى الدارج للسياحة التقليدية، بل إن المصطلح ينطوي على مفهوم صوفي بمعنى “السياحة الدينية في المكان الخلاء “.

كما تشير بعض الروايات إلى أن العيد هو “عيد السياحة” نسبة إلى ساحل جبل الدكرور، الذي يتم فيه الاحتفال. كما ارتبطت الواحة بممارسات متعددة في مجال الطب الشعبي، كالدفن في الرمال والعلاج بالأعشاب واحتفإلىات الزواج التي حفلت بالأغاني التقليدية، إلى جانب الممارسات والمعتقدات حول عيون الماء خلال دورة الحياة، وكذا المعتقدات والمعارف المرتبطة بالأولياء والعناصر الأخرى.
كما عرفت الواحة الفنون التشكيلية الشعبية من أزياء شعبية للنساء والرجال وأنواع من الحلي التقليدية التي تعكس فنون الواحة وإبداعاتها فضلاً عن عشرات الحرف التقليدية، وتأتي أعمال الخوض في مقدمتها .

الأغاني والأمثال والحكايات

وتأتى من بين مئات الموضوعات التي جمعها أبناء الواحة وعكفوا على تصنيفها تأتي هذه النصوص التي تمثل جانبًا من إبداعات الواحة من الأغاني والأمثال والحكايات الشعبية التي تعكس بصفة خاصة ثقافة الواحة،
وتجدر الإشارة إلى أن النماذج المختارة من مئات النصوص تم جمعها وتوثيقها بمكنز الفولكلور السيوي، وقد سجل هذا الإبداع الشعبي كما هو بدون تقديم أي تحليلات لمدلولاتها أو ما تضمنه من رموز؛ حيث إن الغرض هنا هو إبراز هذا الإبداع وتقديمه للتعرف عليه وتذوقه وأن يكون مادة أصلية للباحثين والمبدعين كل في مجاله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى