التوتر يتصاعد: مصر تقود الجهود الدبلوماسية لحماية الحقوق الفلسطينية وسط تحديات إقليمية

في ظل تزايد القلق الإسرائيلي الذي لاحظته الصحافة العبرية مؤخرًا، تبرز الدور المصري كداعم قوي للشعب الفلسطيني. تسعى القاهرة بنشاط لتحقيق وقف لإطلاق النار في غزة، في الوقت الذي يستمر فيه التيار المتشدد في إسرائيل في تقويض أسس الأمن والاستقرار الإقليمي.
مصر تقود الجهود الدبلوماسية لحماية الحقوق الفلسطينية
منذ بداية أزمة الهجوم في 7 أكتوبر، تكثف مصر جهودها لإنهاء الصراع في غزة ووقف نزيف الدم الفلسطيني الناجم عن الهجمات الإسرائيلية. وقد أثمرت هذه الجهود في تحقيق هدنة واتفاق لتبادل الأسرى. رغم تعنت الحكومة الإسرائيلية واستمرارها في الحرب، على الرغم من مظاهرات الآلاف في شوارع إسرائيل الداعية لإنهاء القتال.
وقد بلغ التعنت الإسرائيلي حد إجراء عمليات عسكرية محدودة في رفح الفلسطينية. وهو ما حذرت منه مصر في الأسابيع الأخيرة. وأفادت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية بأن مصر طلبت من الإدارة الأمريكية الضغط على إسرائيل لإنهاء عملياتها في رفح والعودة إلى المفاوضات بجدية. وحذرت مصر من إمكانية إلغاء اتفاقيات كامب ديفيد إذا توسعت هذه العمليات. مما دفع المسؤولين الإسرائيليين للتواصل مع نظرائهم المصريين لفهم هذه المطالب وتأثيرها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مصر تحركت بجدية مع الإدارة الأمريكية وحثتها على الضغط على إسرائيل من خلال وليام بيرنز، مدير المخابرات المركزية، للعودة إلى المفاوضات وإنهاء العمليات في رفح. وإلا فإن ذلك سيكون له تداعيات سلبية على اتفاقية كامب ديفيد. وكان المطلب المصري واضحًا: وقف الحرب والعمليات العسكرية في رفح.
وبهذه التصريحات، دحضت “معاريف” الادعاءات السابقة التي زعمت أن مصر وافقت على الاجتياح الإسرائيلي لرفح. كما زعمت الصحيفة أن مصر أبلغت الأمريكيين بأن التهديد بإلغاء الاتفاق كان جزءًا من الضغوط المصرية على إسرائيل، وأن الاتفاق لن يتأثر بشكل جوهري. ولكن، إذا تم تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها القاهرة، بما في ذلك المساس بالسيادة والحدود المصرية وتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. فإن الاتفاقية ستتأثر بشكل جوهري، وقد يؤدي ذلك إلى تجميد العلاقات واتفاقية كامب ديفيد.
العمليات الإسرائيلية في رفح تسبب مشاكل مع مصر
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في لقاء مع قناة CNN أن العمليات الإسرائيلية في رفح تسبب مشاكل مع مصر. وهو ما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للتواصل مع وزير الخارجية المصري سامح شكري ليؤكد رفض واشنطن لأي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح.
وأظهر تقرير “معاريف” أن مصر هي التي عرقلت على مدى أشهر عملية اجتياح عسكري إسرائيلي في رفح وضاعفت من جهودها في الوساطة للوصول إلى اتفاق هدنة يوقف التصعيد ويمنع انفجار المنطقة. وتمتلك مصر الأدوات والقدرات لحماية مصالحها وأمنها القومي والأمن القومي العربي. وعلى إسرائيل أن تدرك مخاطر تصرفاتها.
وتعتبر اتفاقية كامب ديفيد حجر الأساس للأمن والاستقرار الإقليمي. وهي التي أعطت الأمل لشعوب المنطقة في إمكانية إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي بالطرق السلمية. وأي تهديد لهذه الاتفاقية سيكون له تداعيات على جميع الأطراف.
وأخيرًا، نجحت فلسطين في انتزاع اعتراف جديد من الجمعية العامة للأمم المتحدة بأحقية دولة فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وصوتت 143 دولة لصالح القرار، وامتنعت 25 عن التصويت، ورفضته 9 دول. ويعد هذا تطورًا مهمًا في السعي نحو تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.