من هو المحتسب في الحضارة الإسلامية ؟
من هو المحتسب في الحضارة الإسلامية ؟
للمتطوع دور كبير في خدمة المجتمع بغير مقابل، سعياً وراء رضا الله تعالى، حيث يعمل من أجل إحسان الناس وتوجيههم نحو الخير والبر، دون أن ينتظر مكافأة أو مقابل مادي. وتعتبر وظيفته الأساسية هي تطبيق قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حيث يسهم في تعزيز القيم الإيجابية ومحاربة السلوكيات السلبية دون مقابل. يقوم المتطوع بمهام متنوعة تشمل تنبيه الناس إلى أوقات الصلاة، والتشجيع على الالتزام بالزي الشرعي، ومواجهة المفطرين بدون عذر في شهر رمضان الكريم، ويعاقب من يخالفون هذه القواعد بطرق محددة.
تاريخياً، يعتبر المحتسب شخصية مهمة في الحياة العامة في الدول الإسلامية، حيث كان يقوم بدور المراقب والحافظ على النظام في الأسواق والشوارع، ويعاقب المخالفين بطرق محددة وفقاً للقوانين الشرعية. يتعامل المحتسب برفق ولين في أسلوبه، مسعى إلى توجيه الناس نحو الخير والبر، ويسعى دائماً إلى رضا الله تعالى في أعماله.
تطورت دور المحتسب عبر العصور، حيث امتدت اختصاصاته لتشمل مجالات عدة من الحياة اليومية، مثل الاقتصاد والبلديات والمرافق العامة، مما جعله يشبه بعض الدوائر الحكومية الحديثة. في مصر، ظهر دور المحتسب بوضوح خلال الفترات الطولونية والفاطمية والمملوكية، حيث كان له دور مهم في تنظيم الأسواق وتوجيه الناس نحو الخير والعدالة.
وفي العصور اللاحقة مثل العصر العثماني، تقلصت اختصاصات المحتسب لتتمركز حول الاقتصاد، حيث كان يراقب الأوزان والمقاييس والأسعار في الأسواق، ويعاقب المخالفين وفقاً للقوانين الشرعية والدولية.
وإذا كان الخلفاء أنفسهم هم الذين قاموا بوظيفة المحتسب في صدر الإسلام فإن تعقيدات الحياة فرضت على من أتى بعدهم بعد ذلك أن يولوا موظفا بعينه لممارسة ذلك العمل ومن هنا ظهرت وظيفة المحتسب ومن ثم ظهرت هذه الوظيفة بشكل واضح في بدايات الدولة العباسية وذلك بعد إتساع الدولة وإتساع أسواقها حيث كان الهدف الأساسي منها ضرورة وجود مراقبين لمراقبة التجار بالأسواق من حيث الإلتزام بعدم إحتكارها وبجودتها وبالسعر المناسب وفي نهاية الدولة العباسية كان المحتسب في أوج نموه حيث إمتد مجال عمله من الأسواق إلي الأزقّة والحارات والشوارع والطرق وأصبح للمحتسب أفراد يساعدونه في أداء عمله ويساعدونه في إكتشاف طرق غش الباعة والصناع وفي إنزال العقوبات بهم أيضا كما تم تخصيص راتب له ولمساعديه كما إتسعت إختصاصاته ومجالات عمله حيث أصبحت وظيفة المحتسب تتصل ايضا بشئون البلديات والمرافق حتي أنه يمكننا تشبيه عمل المحتسب وكأنه أصبح يؤدي وظائف مجموعة من الدوائر الحكومية التي نعرفها في وقتنا الحاضر مثل مباحث التموين وشرطة الآداب والشؤون الإجتماعية وغير ذلك من الوظائف التي تتعلق بسير الحياة اليومية بلغة عصرنا الحديث .
بشكل عام، يعتبر المحتسب شخصية مهمة في الحياة العامة، حيث يسهم في تعزيز القيم الإيجابية ومحاربة السلوكيات السلبية، ويعمل من أجل إحسان الناس ورضا الله تعالى، دون أن ينتظر مكافأة أو مقابل مادي.