قبائل و عائلات

قبيلة العقيليون.. ريحانة آل البيت يرجع نسبها لعقيل ابن أبي طالب وسكنت سيناء والصعيد

حاتم عبدالهادي السيد

 

تنتسب قبيلة (العليقات العقيلية الهاشمية) إلى إبراهيم بن عبدالله بن مسلم بن عبدالله الأحول المحدث الزينبي بن محمد بن عقيل بن ابي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، وهم بذلك ينتمون لآل البيت الكرام فعقيل هو أخو سيدنا علي بن أبي طالب، وكما ذكر الحديث الشريف أن آل البيت أربع ( آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي ).

 

وكان العليقات يسكنون مدينة نصيبين شمال العراق في أثناء الخلافة العباسية، أبناء عمومتهم وبعدما سقطت الخلافة العباسية واستولى التتار على العراق هاجر العليقات إلى الشام وشمال الجزيرة العربية ثم استقروا في سيناء المصرية و نزح قسم كبير منهم إلى صعيد مصر وكانت مشيخة قبيلة العليقات في الصعيد والسودان في مدينة قوص بقنا وكان العليقات من فرع الرواف (أمراء قوص).

 

حق الامتياز

كان العليقات أول من حصل على حق الامتياز وهو يعني الإعفاء من الخدمة العسكرية حيث اعفاهم منها محمد علي باشا، ويتمركز العليقات في الصعيد الآن في قوص وقفط وإسنا وإدفو والبصيلية والسباعية بأدفو بأسوان وفي دراو وكوم امبوا وسلوا والنوبة، بالإضافة إلى سيناء.

 

ولقد جاء ذكر العقايلة أو العقيلات أو العقيليين – وكلها تسميات واحدة للعقايلة – فى سجل الوثائق الشرعية بالأردن، وفى سجلات المحاكم الشرعية لمحافظة معان، كما جاء ذكرهم بمركز الوثائق والمخطوطات الخاصة بالرحلة الحجازية لمحمد السنوسي المؤرخ وفى كتاب خير الدين الزركلى «عامان فى عمان»، كما جاء ذكر العقيلات فى كتاب «عشائر معان» لسعد أبو ديه الفناطسة، وفى كتاب تاريخ شرق الأردن وقبائله لفريدرك بيك، و كل هذه الكتب و غيرها تؤكد أن العقايلة و معهم التلاهنة – من عقيل، والعقيليون من جذام من كهلان، وهم أقدم سكان معان، وهم – كما يقول سعد أبو دية: جماعة التلاهنة، حيث كان يرتبط لقب ( التلهونى ) بالعقايلة، كما ينقسم العقايلة إلى: عرار ( عيال سليمان ) ، التلاهنة ( 1).

 

ولقد ذكر الرحالة العربي ابن بطوطة بأن العقايلة قد قطنوا منطقة قاطية بسيناء ( 1304 م – 1377 م ) يقول عن تلك الرحلة : نزلنا منازل الرمال بسيناء فى السوادة، والورادة، والمطيب، والعريش، والخروبة، وبكل منزل فندق وهم يسمونه الخان، ينزله المسافرون بدوابهم، و بخارج كل خان ساقية للسبيل وحانوت يشترى منه المسافر ما يحتاج إليه لنفسه ولدابته ومن منازلها – منازل سيناء – قاطيا المشهورة، والناس يبدلون ألفها هاء تأنيث، وبها تؤخذ الزكاة من التجار ، وتفتش أمتعتهم.

 

ويبحث عما لديهم أشد البحث، وفيها الدواوين والعمال والكتاب والشهود ومجباها فى كل يوم ألف دينار من الذهب، ولا يجوزعليها أحد من الشام إلا ببراءة من مصر ، ولا إلى مصر إلا ببراءة من الشام.

 

وطريقها فى ضمان العرب و قد وكلوا بحفظه ، فإذا كان الليل مسحوا على الرمل لا يبقي به أثر ثم يؤتى الأمير صباحاً فينظر إلى الرمل فان وجد به أثراً طالب العرب بإحضار مؤثرة فيذهبون فى طلبه، فلا يفوتهم فيأتون به الأمير فيعاقبه بما شاء . ( 2)

 

بنو عقيل القحطانية

 

ذكر المؤرخون ومنهم القلقشندى بأن العقيليين بطن من بني زيد بن حرام بن جذام من القحطانية ، و هم بنو عقيل بن مرة بن موهب بن مالك بن سويد من بنى زيد بن حرام بن جذام ، كما قال فى كتابه القلائد: هم بنو عقيل بن مرة بن عبيد بن مالك بن سويد من بنى زيد بن حرام بن جذام .

 

كما ذكر النويري فى كتابه أن «العقيليين من بنى زريف من ثعلبة طئ من القحطانية، منازلهم مع قومهم ثعلبة بأطراف الديار المصرية مما يلي الشام».

 

بنو عقيل العدنانية

 

ذكر القلقشندى بأن بنو عقيل هم بنو عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خفصة بن قيس عيلان من العدنانية، كما ذكر بأنهم كانوا يقيمون فى البحرين ثم ساروا إلى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الفراتية وتغلبوا على الجزيرة والموصل وملكوا تلك البلاد حتى غلبهم عليها السلاجقة فعادوا إلى البحرين حيث كانوا أولاً فوجدوا بنى تغلب قد ضعف أمرهم فاستولوا على البحرين و أصبح الملك لهم .

 

كما جاء فى القلائد: بأن عقيل بن كعب والعقيليون هم قوم يصلون إلى باب السلطان وحول التجار يجلبون جياد الخيل و كرام المهاري و اللؤلؤ، ومن عقيل “باسنا الرونجية ” و القزازية ” .

وفى العقيلات يقول الحمداني «منهم بنو عامر و التى من بطونها : بنو عقيل ، القديمات ، النعايم ، قيس ، وقد وفدوا على السلطان بالديار المصرية فى دولة الظاهر بيبرس» .

 

أما ابن حزام فيقول عن العقيليين: «لقد ملك بنو عقيل الموصل بعد بنى حمدان و استولوا عليها وعلى نواحيها وعلى صلب معها ثم انقرض ملكهم و رجعوا إلى البادية وورثوا مواطن العرب فى كل جهة».

 

و قد ذكر النويري بأن العقيليين هم بنو محمد بن عبد الله الأحول بن محمد بن عقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف «كما قال بأن ” بنو عقيل ” بفتح العين بطن من الطالبيين العدنانية ، و هم بنوعقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم.

ويربط البعض نسب العقيلات إلى عقيل بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، و فى عقيل بن أبى طالب يقول ابن عباس : كان فى قريش أربعة يتحاكم إليهم ، و يوقف عند قولهم ( فى علم النسب ) و هم : عقيل بن أبى طالب ، و مخرمة بن نوفل الزهرى ، و أبو جهم بن حذيفة العدوى ، و حويطب بن عبد العزى العامرى ابن عم رسول الله ( ص) و صاحبه .

 

أصل الحقيقة

عن العقيلات يقول الباحث في الأنساب محمد بن عبد الله بن جثلان إنه لا يوجد نص تاريخي تحقق من أصل التسمية ، وإنما هى ظنون واجتهادات فالمرجح بأن العقيلات جمع عامى و ليس جمعاً نحوياً فصيحاً ، فهو جمع بمعنى النسب كالدواسر والعجمان، والقحاطين ، والعنوز ، والعتبان و غيرهم ، وآخر الدويلات العقيلية دولة آل أجود الجبرية العقيلية، وآخر ملوكهم ” منيع بن سالم بن زامل بن سيف بن أجود بن زامل بن حسين بن ناصر بن جبر العقيلي ، ذهب فى آخر القرن العاشر الهجرى إلى العراق و بهذا انتهت دولة العقيليين .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى