زيارة تاريخية… الرئيس السيسي ونظيره الإريتري يبحثان التعاون الثنائي والأزمات الإقليمية
مصر وإريتريا تجمعهما علاقات تاريخية، حيث كانت مصر أكبر داعم ومؤيد للثورة الإريترية التي أدت إلى الاستقلال الوطني الإريتري في عام 1993. في هذا الإطار، استضاف الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم في قصر الاتحادية، الرئيس الإريتري “أسياس أفويرقي”، وتم إقامة مراسم الاستقبال الرسمية وسماع النشيدين الوطنيين ومراجعة حرس الشرف.
زيارة رئيس إريتريا
أعلن المستشار د. أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيسين بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بما يحقق قفزة في مستوى وعمق التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية، وأن المباحثات ركزت على تحفيز التبادل التجاري بين البلدين وزيادة التدفق الاستثماري من خلال دعم تواجد الشركات المصرية في السوق الإريتري في القطاعات ذات الاهتمام والأولوية للجانبين، والتي تمتلك الشركات المصرية فيها ميزات نسبية وخبرات متراكمة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيسين ناقشا أيضاً الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها التطورات بالبحر الأحمر، وأنهما أكدا أهمية عدم التصعيد والتهدئة، وأنهما شددا على ضرورة الوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة بشكل يسمح بالنفاذ الإنساني الكامل والمستمر للقطاع، وبدء مسار حل الدولتين وإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها.
وتضمنت ترحيب الرئيس بزيارة الرئيس الإريتري لمصر، وتأكيد اهتمام الجانبين بمواصلة تطوير العلاقات الثنائية بما يحقق نقلة في مستوى وعمق التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية.
ومن ناحيته قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الإفريقية، إن مصر وإريتريا تربطهما علاقة قوية منذ عام 1993 من خلال التبادل الاقتصادي والتعاون الفني من خلال هيئة الشراكة المصرية، وأن زيارة الرئيس الإريتري لها أهمية كبيرة.
زيادة الاستثمار المصري
وأضاف حليمة، أن العلاقات بين البلدين ستشهد دفعة قوية خصوصا في مجالات الاقتصاد والتبادل التجاري وزيادة الاستثمار المصري في إريتريا خصوصا في المجال الزراعي وبناء القدرات، مشيرًا إلى أن الأمن سيكون محور الزيارة خصوصا مع التطورات التي تحصل في المنطقة وخصوصًا في قطاع غزة والذي تمدد إلى منطقة البحر الأحمر وجنوبه.
وأكد السفير صلاح حليمة، أن هناك تطورات هامة في منطقة القرن الأفريقي خصوصًا مع توقيع أثيوبيا وأرض الصومال اتفاقية للتعاون تسمح لأثيوبيا أن تمتلك قاعدة عسكريًا بالمخالفة للقوانين والمواثيق الدولية وانتهاك سيادة الصومال، لافتًا إلى أن من المواضيع التي يمكن أن يتناولها مكافحة الإرهاب وصلتها بمنطقة الساحل الأفريقي والأزمة في السودان.
وثمن المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب “المصريين”، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، موضحا أن الزيارة في غاية الأهمية خصوصًا لما تتمتع به إريتريا من موقع متميز في القرن الإفريقي.
وقال “أبو العطا”، إن العلاقة بين مصر وإريتريا قوية وممتدة منذ عام 1993 من خلال التبادل الاقتصادي والتعاون الفني من خلال هيئة الشراكة المصرية، موضحا أنه من المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين دفعة قوية خلال الفترة القادمة، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتبادل التجاري وزيادة الاستثمار المصري في إريتريا.
واصل “أبو العطا” قائلاً إن الزيارة تأتي في ظل التطورات الأمنية الخطيرة التي تشهدها المنطقة، وخاصة في البحر الأحمر، وأنه من المهم تنسيق المواقف بين مصر وإريتريا للحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية، وأنه من الممكن أن يتطرق الرئيسان إلى قضية سد النهضة وموقف مصر الثابت من حقوقها التاريخية في مياه النيل.
وأشاد “أبو العطا” بالدور الذي تلعبه إريتريا في دعم القضية الفلسطينية والتضامن مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مؤكداً أن مصر وإريتريا تتفقان على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.