تاريخ ومزارات

نشأة وتطور احتفالات المولد النبوي في العصور الإسلامية

 

يعتقد أن أول من قام بالاحتفال بالمولد النبوي هو الملك المُظَفَّر أبو سعيد كُوكبَري بن زين الدين عليّ ابن بُكْتُكِين، الحاكم الذي حكم أربيل في القرن السادس الهجري. كيف بدأت هذه الاحتفالية؟

يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يولي اهتمامًا خاصًا ليوم مولده. إذ كان يصوم يوم الاثنين ويعلن: “هذا يوم ولِدْتُ فيه”. ومن جهة أخرى. يقال إن عمر الملاء كان أول من نظم الاحتفال بالمولد النبوي بشكل منتظم. إذ كان يقيم وليمة في كل يوم اثنين من كل أسبوع.

في الدولة الأيوبية، برزت هذه الاحتفالية بشكل كبير في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي. حيث كان الملك مظفر الدين كوكبوري يُقام احتفالاً كبيرًا في كل سنة. كان ينفق مبالغ كبيرة ويوزع خيرات هائلة.وقد بلغت هذه الإنفاقات ثلاثمئة ألف دينار سنوياً.

توسع احتفال المولد النبوي وانتشاره في مختلف الدول الإسلامية. ولذلك شهدت مظاهر متنوعة للاحتفال تختلف من بلد إلى آخر.

تتضمن أهم مظاهر الاحتفالات المولد النبوي قراءة القرآن الكريم. وتلاوة السيرة النبوية، وإلقاء الخطب، وتوزيع الطعام، وإقامة حفلات إنشاد ديني، بالإضافة إلى إضاءة المنازل والشوارع.

ومع ذلك، يثير موضوع الاحتفالات المولد النبوي جدلاً بين العلماء والمفكرين المسلمين. إذ يروج البعض لجوازه كتعبير عن تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلمز في حين يعتبر آخرون أنه بدعة لم تأتِ عن السلف الصالح.

لجواز الاحتفالات المولد النبوي، يشدد على الابتعاد عن البدع والتركيز على الأعمال المباحة، مثل قراءة القرآن وتلاوة السيرة النبوية، دون اللجوء إلى الممارسات المحظورة. ولذلك يجب أيضًا عدم اعتبار الاحتفال بالمولد عبادة واجبة. بل يفضل أن يكون اختياريًا ومستندًا إلى حب النبي صلى الله عليه وسلم. ويحذر من الإفراط في مظاهر الاحتفال، مثل الإنفاق الكبير أو إقامة حفلات باهظة الثمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى