أحمد زيور باشا: من الاستقلال الداخلي إلى حل البرلمان
بدأ أحمد زيور باشا حياته المهنية في القضاء، حيث شغل منصب قاضي في محكمة الاستئناف في الإسكندرية. ثم انتقل إلى العمل في الإدارة الحكومية، حيث شغل مناصب عديدة، منها محافظ الإسكندرية ووزير الأوقاف ووزير المعارف.
في عام 1919، بعد اندلاع ثورة 1919، عين أحمد زيور باشا وزيرا للخارجية في حكومة سعد زغلول باشا الأولى. ثم عين رئيسا للوزراء في حكومة سعد زغلول الثانية في عام 1924.
حل البرلمان
وفي 22 ديسمبر1924 رفع أحمد زيور باشا رئيس الوزراء مذكرة للملك فؤاد بطلب بحلّ البرلمان، ودعوة المندوبين الناخبين لإجراء انتخابات جديدة للنواب في 24 فبراير 1925، ودعوة المجلس الجديد للانعقاد في 6 مارس، ووافق الملك.
واتخذ الملك التدابير للحيلولة دون عودة «الوفد» إلى السلطة، فألغى قانون الانتخاب على درجة واحدة الذي أقره برلمان 1924، وأعد قانون جديد يمزج بين هذا القانون وقانون الانتخاب الصادر 1923، وأخذت من أحكامها ما يوافق هواها.
وفي 12 مارس 1925 أجريت الانتخابات في ظل توقعات متفائلة من جانب الملك وأحزاب الأقلية في أن تسفر عن اندحار «الوفد» الذي يرأسه سعد زغلول، وانعقد المجلس الجديد صباح 23 مارس في الساعة الحادية عشرة وخمس دقائق، وبعد مداولات تقرر فتح باب الترشح لمنصب رئاسة المجلس، وتقدم سعد زغلول في مواجهة عبدالخالق ثروت.
أجري الاقتراع السري على رئاسة المجلس.وكانت المفاجأة المربكة، حيث فاز سعد زغلول بـ123 صوتا هي أغلبية أعضاء المجلس المكون من 214 عضواً، في حين حاز مرشح الملك على 85 صوتاً، كما فاز كل مرشحو «الوفد» بانتخابات أعضاء هيئة مكتب المجلس، ليكتسح أفنديات «الوفد»، باشوات الملك.
الصدمة كانت قوية، وأصبح الموقف من وجهة نظر الملك مستحيلا، ورفعت وزارة «زيور» استقالتها إلى الملك بصيغة تحريضية، جاء فيها: «بمجرد انعقاد المجلس الجديد، وقبل بحث برنامج الوزارة الذي تضمنه خطاب العرش. ظهرت في المجلس روح عدائية تدل على الإصرار على تلك السياسة. التي كانت سببا لتلك النكبات التي لم تنته البلاد من معالجتها، وقد بدت تلك الروح جلية في أن المجلس اختار لرئاسته زعيم تلك السياسة والمسؤول الأول عنها».
توقيع اتفاقية 1925
رفض الملك فؤاد استقالة الحكومة، وعلى خلاف الدستور الذي يمنع حلّ المجلس مرتين لنفس السبب. تقرر الحلّ، ودعوة المندوبين لإجراء انتخابات جديدة لأعضاء مجلس النواب 23 مايو، وعلى اجتماع المجلس الجديد أول يونيو 1925.
خلال فترة رئاسته للوزراء، وقع أحمد زيور باشا على اتفاقية 1925 التي أنهت الحماية البريطانية على مصر. كما أصدر دستور 1923 الذي منح مصر استقلالها الداخلي.
في عام 1926، قدم أحمد زيور باشا استقالته من رئاسة الوزراء. ثم عاد إلى العمل في الإدارة الحكومية، حيث شغل منصب رئيس مجلس الشيوخ من عام 1926 إلى عام 1934.توفي أحمد زيور باشا في القاهرة في 26 فبراير 1945.