شخصية قيادية في مصر ترتبط برمز البيرق النبوي .. تعرف عليها

ولد عمر مكرم في أسيوط عام 1755م، ونشأ في أسرة شريفة تنتمي إلى البيت النبوي الكريم. درس في الأزهر الشريف، وحصل على علم غزير في الدين والفقه والتاريخ. ولقب البيرق النبوي و انتخب نقيبا للأشراف عام 1793م، وظل في هذا المنصب حتى وفاته عام 1822م.

عاش عمر مكرم في فترة مضطربة من تاريخ مصر، حيث كانت البلاد تعاني من حكم المماليك المستبد، الذين تميزوا بالظلم والفساد. وقد نشأ عمر مكرم في بيئة علمية ودينية، وكان من الطبيعي أن يرفض هذا الظلم، وأن يسعى إلى الإصلاح.

في عام 1791م، استطاع مراد وإبراهيم بك، وهما من أمراء المماليك، أن يعودا إلى الحكم بعد أن طردا من قبل السلطان العثماني. وقد طلب مراد وإبراهيم من عمر مكرم أن يتوسط لهم مع علماء الأزهر، لحل الخلافات بينهم. وقد نجح عمر مكرم في ذلك، مما ساهم في عودة الاستقرار إلى البلاد.

في أواخر عام 1209 هـ1795م استنجد الشعب المصري بالعلماء من فرض الضرائب وجمعها بالقوة.. فهب شيوخ الأزهر حيث أضربوا عن إلقاء الدروس.. ودعوا أصحاب الحوانيت إلى إغلاقها فأغلقوها.. ثم ساروا في موكب ناقم وساخط إلى بيت الشيخ السادات واجتمعوا به.
– وكان فيهم السيد عمر مكرم  ليلتقوا على كلمة واحدة في شأن هذين الحاكمين.. فأرسل إليهم إبراهيم بك مندوبا ليترضاهم ويرجعهم عن موقفهم فلما أبوا حاورهم.. ثم تطور الأمر إلى تجمهر الناس حول القادة واتجهوا إلى الأزهر واعتصموا به حتى نزل إليهم مراد وإبراهيم.. ثم نزل الوالي إلى قصر إبراهيم واجتمع بهم هناك وطال الأخذ والرد حتى انعقد الصلح.. وكتب القاضي وثيقة بما اتفقوا عليه من بنود.. ورجع القادة بين الهتاف والتهليل والتكبير.ومنذ ذلك الحين ارتفع اسم عمر مكرم بين عامة الشعب.كان العامة يسمونه “البيرق النبوي

مواجهة الغزو الفرنسي

في عام 1798م، غزت فرنسا مصر بقيادة نابليون بونابرت. وقد حاول عمر مكرم أن يجمع الشعب المصري لمواجهة الغزو الفرنسي، ولكن لم ينجح في ذلك، بسبب خوف الناس من الفرنسيين.

في عام 1801م، هزمت القوات الفرنسية في معركة أبو قير، وغادرت مصر. وقد عاد عمر مكرم إلى مصر، ورفض التعاون مع الفرنسيين.

كان عمر مكرم زعيماً شعبياً عظيماً، دافع عن حقوق الشعب المصري، وسعى إلى إصلاح البلاد. وقد تميز بأخلاقه العالية، وحكمته، وحبه للخير