خميس القطيطي يكتب : ذكرى متجددة على إيقاع سياسي اقتصادي متوازن
خميس القطيطي يكتب : ذكرى متجددة على إيقاع سياسي اقتصادي متوازن
تحتفي سلطنة عُمان في الحادي عشر من يناير بذكرى مُتجدِّدة لتولِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ مقاليد الحُكم في البلاد. وتأتي الذكرى الرابعة لتولِّي جلالته مع تحقيق السَّلطنة نُموًّا اقتصاديًّا استثماريًّا جسَّد أبرز ملامح السنوات القليلة الماضية ممَّا حقَّق انتعاشًا اقتصاديًّا رفع تصنيف السَّلطنة الاقتصادي إلى مستوى متقدِّم بعد ترجمة خطَّة التوازن المالي إلى واقع وطني قلَّص الدَّيْن العامَّ لسلطنة عُمان، وحقَّق انتعاشًا سريعًا حافَظ على ثقة المؤسَّسات الاستثماريَّة الدوليَّة، وحقَّق ارتياحًا وطنيًّا للانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر شموليَّة للاقتصاد والمواطن، ومعالجة بعض الجوانب الأخرى مِثل تنويع مصادر الدخل بشكلٍ أوسع، ومعالجة قضيَّة الباحثين كقضيَّة وطنيَّة، مع الاستمرار في تقليص الدَّيْن العامِّ، واستمرار خطَّة التنمية العاشرة (2021-2025) بالشكل المأمول، والتكيُّف المَرِن مع رؤية «عُمان 2040» بمشاركة مختلف مؤسَّسات الدَّولة، والمتابعة الحكوميَّة الدؤوبة، والإشراف المستمر من لدُن عاهل البلاد ـ حفظه الله ورعاه. الحراك السِّياسي العُماني يُمثِّل أبرز مراكز الثقل العُماني؛ لِمَا تتَّسم به السِّياسة الخارجيَّة العُمانيَّة من نهج حصيف متكئًا على المبادئ الإنسانيَّة والقِيَم الحضاريَّة الَّتي راكمت التجربة العُمانيَّة، مرسِّخةً مبدأ الحياد الإيجابي، مع الالتزام بدعم قضايا الأُمَّة العربيَّة والإقليم والعالم بما يُحقِّق الخير والنَّماء، ويُعزِّز الأمن والسِّلم الدوليَّيْنِ، ويبعد شبح التوتُّرات والحروب. وقَدْ أثبتَت السَّلطنة في هذا الصَّدد سَيرها على نهج سياسي عُماني رسَمَه المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وهذا النَّهج السَّليم يستكمل اليوم قُدُمًا للأمام في تحقيق تلك الغايات والتطلُّعات الإنسانيَّة السَّامية، وتعمل الخارجيَّة العُمانيَّة على ترجمة ذلك النَّهج بمتابعة دقيقة للقيادة السِّياسيَّة رفعت رصيد سلطنة عُمان السِّياسي، وأهَّلتها لِتؤدِّيَ أدوارًا مُهمَّة على مستوى قضايا الوطن العربي والقضايا الإقليميَّة والدوليَّة، كان من أبرزها القضيَّة اليمنيَّة الَّتي لَمْ تنثنِ المتابعة العُمانيَّة رغم كُلِّ العوارض والعقبات، لكنَّها استطاعت في نهاية المطاف تحقيق ما تصبو إلَيْه الأُمم المُتَّحدة ومبعوثوها ومختلف الأطراف، والوصول إلى نهاية إيجابيَّة عبَّرت عَنْها المنظَّمة الدوليَّة في بيانها قَبل أيَّام، مقدِّمةً شُكرها للسَّلطنة الَّتي أثمَرَتْ جهودها في تحقيق المأمول على أمَل الاستمرار في تحقيق السَّلام والاستقرار في اليمن الشَّقيق، وإنهاء كُلِّ القضايا العالقة نَحْوَ مستقبل يمني مزدهر. ومن أبرز القضايا الدوليَّة الراهنة الَّتي قدَّمت سلطنة عُمان نَفْسَها بشكلٍ إيجابي ومُشرِّف، وما زالت مستمرَّة الأحداث العاصفة والعدوان الَّذي يتعرَّض له الأشقَّاء من أبناء الشَّعب الفلسطيني في قِطاع غزَّة والتجاوب العُماني العاجل وقوفًا مع الأشقَّاء في استعادة حقوقهم المشروعة الَّتي نصَّت عَلَيْها القرارات الدوليَّة، منها القرار (242) ومبادرة السَّلام العربيَّة، فكان الحراك العُماني متَّسقًا مع الحلِّ العادل والشامل للقضيَّة الفلسطينيَّة والقضايا الرئيسة للسَّلام (الدَّولة والحدود واللاجئين والقدس الشريف) فجاءت معركة طوفان الأقصى متوازية مع تطلُّعات الشَّعب الفلسطيني في تحقيق مشروعه ورفْع الظلم الواقع على أبنائه، ورفع الحصار وتحرير أسراه، وإعادة قضيَّته للواجهة الدوليَّة، فجاء انحياز السَّلطنة الثابت إلى جانب الحقِّ الفلسطيني معبِّرًا عن مواقفها الدَّاعمة للأشقَّاء بشكلٍ كبير، والمطالبة بوقف العدوان. وقَدْ بيَّنت سلطنة عُمان عَبْرَ مختلف المنابر الدوليَّة حقَّ الشَّعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة، مؤكدةً التزامها الثابت بمناصرة الأشقَّاء في فلسطين عَبْرَ جملة من المواقف المعبِّرة منذ بداية انطلاق معركة طوفان الأقصى وحتَّى اليوم مع اقتراب العدوان على قِطاع غزَّة من (100) يوم، وما زالت السَّلطنة تقدِّم مواقفها المُشرِّفة غلى الصعيد الشَّعبي والرَّسمي. تمرُّ الذكرى الرابعة لتولِّي حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ورعاه ـ في بداية العام الميلادي 2024م في ظلِّ تحوُّلات دوليَّة تتطلب استقراءً حصيفًا للتطوُّرات المستقبليَّة، وتموضعًا راسخًا متواكبًا مع تلك التحوُّلات مع أهمِّية توظيف كُلِّ المعطيات الداخليَّة والدوليَّة في صالح مشروع الدَّولة الوطنيَّة، وما من شأنه أن يعودَ بالخير والنَّماء على عُمان والتكامل مع الجوار الخليجي والعربي والإقليمي، سائلين الله التوفيق والسَّداد للحراك الوطني في ظلِّ القيادة الحكيمة لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ والله ولي التوفيق والسَّداد.