عادل رستم يكتب.. إلا خمسة
بقلم – عادل رستم
ربما يأتي الاختراع من الحاجة.. وقد عشنا جديد الحاجة في الأزمة الأخيرة لحرب غزة نتيجة لكارثية الحدث ودخول أطراف كثيرة بين مشاركين وداعمين ومهتمين ووسطاء في الحرب. وهنا تأتي الحاجة لتحقيق وقفا لكوارث أكبر ودعت الحاجة الماسة للتفاوض مع وسطاء لتحقيق تقدما ما يوقف الحرب المجنونة.
والتفاوض أو المفاوضة هو نوع من أنواع النقاش الذي يُستخدم لحلّ النزاعات والوصول إلى اتفاق مشترك بين طرفين أو أكثر. وغالبًا ما ينتُج عن المفاوضات نوع من أنواع التسوية حيث يقدّم كلّ طرف بعض التنازلات لصالح بقية الأطراف ذات العلاقة.
ويجب أن يتمتع الوسطاء والأطراف بمجموعة من المهارات في مقدمتها التخطيط الجيد والاقناع والقدرة على التواصل والتأثير والمعرفة الكاملة والتعاون والتفكير الاستراتيجي.
كما يجب أن يتمتع الوسيط كذلك بكل هذه المهارات. بالإضافة إلى قدرتة على المرونة ومعالجة الخلل ووضع نقاط الاتفاق واضحة لا لبس فيها.
وقد استطاعت مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية على لعب هذا الدور مجتمعة مع طرفي الأزمة حماس وإسرائيل بشكل أدى في النهاية إلى اتفاق الهدنة. لم يتوقف الأمر في هذه المرحلة فقط للوصول لاتفاق بل ضمان تنفيذه وعلاج أي طارىء يحدث. وربما يتم الاتفاق بين تلك الدول الثلاث وبدعم دولي وإقليمي على المضي قدمًا نحو حلول جذرية للمشكلة على أساس حل الدولتين.. يعيشان جنب إلى جنب.
حرب غزة تاريخ له مابعده..
وهنا لابد من الإشارة إلى عدة نقاط. أولها أن الوسطاء يتمتعون بثقة الأطراف. وأن لهم القدرة على التأثير ربما بشكل متفاوت ولكن في العمل الجماعي قد يؤدي إلى نتائج مرضية.
ثانيها.. أن العالم لم يعد يستطيع تقبل فكرة وجود ضحايا بهذه الخسارة الجسيمة في الأرواح والمدنيين بشكل خاص.
الثالث.. الخوف من توسع الحرب إقليميا ودخول أطراف جديدة في الصراع قد تفضي في النهاية لحرب عالمية.
الرابع ..من الأهمية عدم إغفال الخسارات الاقتصادية للحرب والتكلفة العالية لها مما يؤثر تأثيرا سلبيا على اقتصاد العالم بشكل كبير والذي تحمل في العقد الأخير الكثير من الأزمات العالمية الخطيرة وتراجع النمو الاقتصادي لكثير من الدول.
وأخيرا …حرب غزة أدت إلى أحداث نوع من الضغوط الشعبية على الحكومات وغير مسبوقة.
وهنا يجدر أن نتساءل هل فرص نجاح وقف الحرب والدخول في مفاوضات الحل النهائي لديها إمكانية من النجاح. ربما الإجابة تبدو صعبة ولكنها ليست مستحيلة.. ولكن الحاجة وكما قلنا في البداية تدعو لاتخاذ إجراءات عاجلة قبل أن تستفحل الأزمة وتصل إلى آفاق أخطر بكثير من المتوقع لها في بداية الحرب.
الوسطاء فعلوا الكثير وحققوا نتائج ملموسة على أرض الواقع مما يغري بالاستمرار وهنا لانريد أن نصل إلى نقطة حافة الهاوية أو العمل بنظرية ( إلا خمسة ) . ربما الوقت لايسعف والأخطار العالمية تتزايد بشكل مخيف. العالم الآن يحتاج لقرار الوسطاء يتقدمون ويبذلون كل جهد. وعلى باقي العالم أن يساند بقوة الوصول لحل أزمة استمرت لثماني عقود.
وربما يطالب البعض بإعادة النظر في دور المؤسسات الأممية وفي مقدمتها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وإمكانية التغيير في الهيكلة والنهج والسياسات. حرب غزة تاريخ له مابعده.