كتابنا

احمد الشريف يكتب :3 رسائل مهمة

احمد الشريف يكتب :3 رسائل مهمة

في حديث الاثنين لهذا الأسبوع سأتعرض لثلاث قضايا في شكل رسائل: الأولى تتعلق بالتغيير الجذري الذي أعلن قائد الثورة الشعبية السيد عبد الملك الحوثي في خطابه للأمة بمناسبة الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة والسلام

عن مرحلته الأولى التي ستكون بدايتها تشكيل حكومة كفاءات تجسد الشراكة الوطنية والثانية عبارة عن رسالة موجهة لحاكم السعودية الفعلي محمد بن سلمان والثالثة رسالة للعملاء والمرتزقة المرتبطين بتحالف العدوان وأذيالهم في الداخل.

التغيير الجذري
بالنسبة للتغيير الجذري قد سبق لي قبل شهر تقريباً أن خصصت مقالي في هذه الزاوية للحديث حوله وتطرقت فيه إلى كونه مطلبا شعبيا قديما ولكن الحكومات السابقة لم تكن صادقة في تنفيذ برامج الاصلاحات الإدارية والمالية التي كان يتم إعدادها من قبل المختصين وتقديمها لها لاعتمادها والسبب أن ذلك كان يتصادم مع مصالح المسؤولين لاسيما الفاسدين منهم الذين جعلوا من السلطة مغنماً وليس مغرماً، لكن هذه المرة الأمل كبير في تحقيق ما فشلت فيه القيادات السابقة لأن المتابع قائداً فذاً إذا قال فعل وإذا وعد صدق، بالإضافة إلى الدعم الشعبي الذي يحظى به وارتباط التنفيذ بالهوية الإيمانية للشعب اليمني، وما أود أن أضيفه هنا إلى ما تطرقت إليه في مقال سابق هو التحذير من السماح بتوظيف الأولاد والأقارب والأصحاب في الجهة التي يتم اسنادها إلى كبيرهم لإدارتها، فمن يقف قليلا أمام سقوط الأنظمة في عدد من الدول العربية وانتشار الفساد فيها وتعرضها للإخفاقات سيجد أن السبب هو البطانات السيئة من الأقارب التي كانت تحيط بالحاكم، أو بأي مسؤول آخر كان كبيراً أم صغيراً وخاصة الأولاد وهذا حادث حاليا عندنا في اليمن بمختلف مؤسسات ودوائر الدولة سواء أكانت مدنية أم عسكرية ولا نريد لهذه الحالة أن تستمر فيكون الفشل هو المصاحب لأي تغيير قادم يطمح الشعب اليمني إلى تحقيقه فيفقد الثقة تماما في قياداته السياسية.

إلى بن سلمان
ما يزال الحقد الأعمى يحجب عن أسرة بني سعود حقيقة أن الشعوب مهما أثقلتها المعاناة وكبدتها فترات القهر الاستعماري والتدخل في شؤونها الداخلية واستغلالها فإن ذلك إلى حين ولن يستمر طويلا كما أن اساليب الفتنة وشراء النفوس الضعيفة وخلق اجواء تعكير الأمن والاستقرار وشن الحروب لفرض أمر واقع قد ذهب زمنها وأصبح الشعب اليمني كغيره من الشعوب الحرة في ظل امتلاكه لسيادة قراره قويا متماسكا ولن تزيده المؤامرات إلا أن يكون أكثر صلابة وتحديا معتمداً على نفسه بعد توكله على الله، وقد جرب ذلك أعداء اليمن في أكثر من موقف تاريخي وخاصة في الوقت الراهن الذي يتصدى فيه ابناء الشعب اليمني ممثلين في جيشهم العظيم ومنتسبيه من الجيل الجديد لعدوان جائر تشارك فيه دول كبرى بعد أن فرض عليهم الدفاع عن وطنهم وسيادته وحريته واستقلاله، فهل يستوعب النظام السعودي وتحديداً محمد بن سلمان الحاكم الفعلي حاليا للسعودية الدرس هذه المرة ويتخلى عن عناده وغطرسته والاعتماد على امواله لتحقيق أهدافه من خلالها على حساب شعب نجد والحجاز والتي بدون شك سيخسف الله بها وبه إلى الأبد كما فعل الله بقارون من قبله.
ونذكر ابن سلمان هنا أن نظامه السعودي المتعجرف الذي أيقن بأنه من خلال عملائه ومرتزقته المزروعين بأمواله في أوساط الشعب اليمني قد أصبح الزمام في يده أنه في كل محاولاته التآمرية سواء في الماضي أو الحاضر كان يراهن دون شك على حصان خاسر لأن الشعب اليمني يدرك ابعاد المؤامرة والعداوة التاريخية التي يضمرها بني سعود لليمن، والتي تستهدف أعز وأنبل مكتسبات الشعب اليمني المتمثلة في وحدته الوطنية من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه واكتشاف خيرات الأرض اليمنية من النفط والغاز الذي سيعود بالخير العميم على اليمن بأكمله ويستغني عن المساعدات التي يقدمها النظام السعودي على استحياء ويتبعها بالمن والأذى ونؤكد لابن سلمان أن أمامه فرصة اليوم قدمت له على صحن من ذهب يجب عليه ألا يفوتها وتتمثل في مسارعته لإنهاء العدوان على اليمن الذي انطلق من أراضي مملكته قبل ما يقارب تسعة أعوام ورفع الحصار وتحمل تبعاته والتعامل مع الملف الإنساني بإيجابية بما في ذلك دفع المرتبات من ثروة اليمن المنهوبة والمكدسة في البنك الأهلي التجاري السعودي إذا ما أراد أن ينجح في تنفيذ مشروعه المعلن عنه ورؤيته التي أطلق عليها تسمية 2030 وإلا فإنه سيخسر كل شيء وكل ما يطمع إلى تحقيقه مرتبط ارتباطاً مباشراً بأمن الشعب اليمني واستقراره وعدم التدخل في شؤونه الداخلية فقد شب عن الطوق ولم يعد ذلك الشعب الذي كان يتغاضى عن رهن قياداته السابقة قراره السياسي للخارج وفرض عليه الوصاية الخارجية، ولذلك يجب على ابن سلمان أن يدرك جيداً بأن الجيل الجديد الذي يصنع القرار اليوم في اليمن لم يتلوث بالعمالة والارتزاق ولن يرضى إلا بيمن قوي وموحد يكون سيد نفسه وسيد قراره ومن أنذر فقد أعذر وتجربة السعودية خلال الأعوام التسعة الماضية فيها الكفاية لتعتبر بها وفي نفس الوقت لتجنب ما سيحدث لها في حال استمرت قيادتها في المماطلة والمراوغة.

إلى العملاء والمرتزقة
أتعلمون أن حظكم ليس سيئا لماذا؟ لأن اليمن يفتقر إلى كتاب قصة ساخرين أو مدونين لحكايات أراجيز المسرح وإلا لكانوا وجدوا في أعمالكم المضحكة المبكية مادة دسمة يسودون بها كتب القصص والروايات التي بالطبع لن تصدقها الأجيال في حاضرنا ولن تصدقها أجيال المستقبل وسيعتبرونها نوعاً من الأساطير أو من هلوسات الكتاب ولكن سلم الله لأن الكُتاب انشغلوا إما بلقمة العيش وإما بالدوران في الدوامات التي صنعتموها لهذا الشعب المسكين الذي أبتلي بكم عندما كنتم تحكمونه أو عندما حرضتم عليه العدوان واصطفيتم إلى جانبه.
يا هؤلاء: اصنعوا خيراً لهذا الشعب وتعلموا كيف تصمتون وكيف تنزوون في أقبيتكم التي تسمونها قصوراً وفللاً سواءً كانت داخل اليمن أو في مهاجركم في الرياض واسطنبول وأبوظبي والقاهرة وعمًان وغيرها من العواصم التي فضلتم الإقامة فيها لمحاربة وطنكم منها، لعل هذا أقل الجميل والعرفان الذي يمكنكم أن تقدمونه لهذا الشعب ودعوا الخيرين والطيبين من أبناء الشعب اليمني يعيدون ترميم ما خربتمونه وبناء ما هدمتم و إصلاح ما أفسدتم.. فهل تفعلون؟.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى