الفاطميون أم العراقيون.. من أول شعب احتفل بالمولد النبوي الشريف ؟
دعاء رحيل
المولد النبوي الشريف هو ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والذي يعتبر خاتم الأنبياء والمرسلين، وقد ولد في مكة المكرمة في 12 ربيع الأول من عام الفيل، وهو عام 570 ميلادية.
الاحتفال بالمولد النبوي
الاحتفال بالمولد النبوي هو تعبير عن المحبة والتقدير للنبي الكريم، وتذكير بسيرته العطرة وأخلاقه الفاضلة، وتجديد للعهد والبيعة باتباع شريعته وسنته. كما أنه فرصة للتقرب إلى الله تعالى بالصلاة والصدقة والذكر والدعاء.
لم يكن الاحتفال بالمولد النبوي موجودًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو في عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين، وإنما ظهر في عصور لاحقة. يختلف العلماء في تحديد أول من احتفل بالمولد النبوي، فبعضهم يقول إنه كان الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين، حاكم أربيل في شمال العراق، في القرن السابع الهجري. وبعضهم يقول إنه كان الفاطميون في مصر في القرن الخامس الهجري.
لا يوجد اتفاق بين المسلمين حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي، فبعضهم يرون أنه بدعة محدثة لا تجوز شرعًا، وبعضهم يرون أنه من المستحسنات التي تثاب عليها، وبعضهم يرون أن حكمه يتوقف على نية المحتفل وطريقة احتفاله.
طرق احتفال المسلمين بالمولد
تختلف طرق احتفال المسلمين بالمولد النبوي باختلاف ثقافاتهم وعاداتهم، ففي بعض البلاد يقام المولد في المساجد أو في المجالس أو في المؤسسات التعليمية أو في المؤسسات الخيرية، ويرافق ذلك إلقاء خطب ومحاضرات وأشعار تتحدث عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم وآثاره، وتلاوة آيات من القرآن وأحاديث من سنته، وإذاعة أذان من مئذنة المسجد، وإطلاق صلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يُقدَّم في هذه المناسبة طعامًا للحضور أو للفقراء أو لليتامى، ويُوزَّع حلوى المولد التي تحمل أشكالًا مختلفة.
وفي بعض البلاد يقام المولد في الشوارع والأزقة والساحات، ويرافق ذلك إنارة الأماكن بالمصابيح والشموع والزينة، وترديد الأناشيد والمديح النبوي، وإقامة المسابقات والألعاب والفرجة، وتنظيم المواكب والمهرجانات، وإطلاق الألعاب النارية. كما يُصنع في هذه المناسبة حلوى خاصة تسمى حلاوة المولد أو عروسة المولد أو فانوس المولد، وهي عبارة عن دمية من السكر أو الشمع ترتدي ملابس ملونة، وتُهدى للأطفال كهدية.
في ختام هذا الموضوع، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا شفاعته في الآخرة، وأن يجمعنا به في جنات النعيم. آمين.