فنون و ادب

 الزجل السوري.. روح التراث الشعبي وصوت الريف العاشق

يعد الزجل من أبرز ألوان الشعر الشعبي التي تعبّر عن وجدان الناس وتفاصيل حياتهم اليومية، حيث يعتمد على اللهجة العامية القريبة من نبض الشارع، ليعكس طموحاتهم وأحزانهم وأفراحهم، يتميز هذا الفن الشعبي باستخدام مفردات مأخوذة من البيئة المحلية، وينتشر الزجل بكثافة في مناطق الريف السوري، وخاصة في ريف حمص، حيث يلقى شعبية واسعة بين الأهالي.

أنواع الزجل في سوريا

 

تنوعت أشكال الزجل السوري واكتسبت أسماء متعددة مثل القرادي، والمعنى، والقصيد، والمجزم، والمستحيلات، والمخمس المردود، والعتابا، والميجانا، والدلعونا، والهوارة، والحداء، والشروقي، يشبه الزجل في قواعده أساليب الشعر الفصيح من حيث البناء والتعبير، ويتميز بالبساطة والعفوية والذكاء، مع قدرة عالية على التأثير والإطراب.

مواصفات شاعر الزجل

 

يحتاج شاعر الزجل إلى شخصية قوية، وثقة عالية بالنفس، مع حضور مميز وصوت واضح وعذب، كما يجب أن يتمتع بطلاقة اللسان، ودقة في نطق الحروف، إلى جانب قدرة على الارتجال وروح التحدي خاصة في المناظرات الشعرية، وتُعد روح الفكاهة أحد العناصر الأساسية التي تميز الشاعر في هذا الفن.

جذور الزجل السوري وأصوله

 

يؤمن الكثير من سكان الريف السوري بأن الزجل نشأ في المناطق الريفية، ثم تطور مع الزمن، خاصة في منطقة القلمون بريف دمشق، ما زالت العديد من المصطلحات القديمة مستخدمة في هذا الفن، ويُعتقد أن بعضها يعود إلى الأصول السريانية أو الآرامية، كما أن أوزانه مستمدة من الألحان السريانية القديمة.

تعود بدايات الزجل في سوريا إلى القرن الثالث الميلادي، وازدهر بقوة منذ قرون طويلة في بلاد الشام، وخاصة في لبنان والأردن وفلسطين، وكان هناك شخصية تُعرف باسم القيم، وهي المرجع الذي يتحاكم إليه الزجالون خلال المواجهات الشعرية، وشهد الزجل أوج نشاطه خلال القرن الأول الهجري.

اختلافات الوزن بين المناطق

 

تختلف عيارات وزن الزجل في لبنان عنها في فلسطين، كما تختلف عن تلك المستخدمة في ريف دمشق، بل إن الزجل الدمشقي يختلف في أوزانه حتى عن الزجل المنتشر في الساحل السوري، مما يعكس تنوع هذا الفن وغناه الثقافي عبر المناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى