أصل قبيلة الشهري.. جذور عريقة في الجزيرة العربية

أميرة جادو
يرجع أصل قبيلة الشهري إلى جذور عميقة في شبه الجزيرة العربية، حيث تعتبر من القبائل السعودية الأصيلة التي تمتد بتاريخ طويل ومتجذر عبر القرون.
نسب قبيلة الشهري
ويرجع نسب هذه القبيلة العريقة إلى قحطان، وهي من أقدم القبائل العربية التي استوطنت جنوب الجزيرة منذ زمن بعيد، وقد عرفت قبيلة الشهري عبر التاريخ بشجاعتها وكرمها وحسن أخلاقها، ما منحها مكانة بارزة بين القبائل العربية الأخرى.
ديار قبيلة الشهري في السعودية
تنتشر قبيلة الشهري في مناطق مختلفة من المملكة، إلا أن ثقلها الأكبر يتركز في منطقة عسير جنوب غرب السعودية، وقد لعب أبناؤها دوراً مهماً في تاريخ المنطقة وساهموا في مسيرة بناء الدولة السعودية الحديثة.
ويعود الفضل في ذلك إلى ولاء القبيلة العميق للوطن وقيادته، إذ شارك أبناؤها في مراحل توحيد المملكة وإرساء مؤسساتها، مع الحفاظ على عاداتها وتقاليدها الأصيلة التي شكّلت جزءاً من التراث السعودي.
أصل قبيلة الشهري
كما تتعدد الروايات التاريخية حول أصل قبيلة الشهري، حيث يرى بعض المؤرخين أنها ترجع إلى قحطان بن عامر، بينما يرجعها آخرون إلى قبيلة شهر التي استوطنت اليمن قديماً، ويرجع سبب هذا التباين إلى قدم تاريخ القبيلة وتشعب فروعها عبر الزمن. لكن المتفق عليه أنها قبيلة عربية أصيلة، حافظت على نقاء نسبها وأصالتها عبر العصور، لتظل رمزاً للانتماء والهوية.
فروع وعشائر متعددة
تتميز قبيلة الشهري بتنوع فروعها وبطونها، حيث تنقسم إلى عدة عشائر وأفخاذ، ما أضاف إلى نسيجها الاجتماعي ثراءً وتماسكاً.
وقد ساعدت قوة الروابط العائلية والقبلية على الحفاظ على وحدة الصف رغم هذا التنوع، معززة قيم الوفاء والتكافل والتعاون، ويعد هذا التماسك أحد أسرار صمود القبيلة عبر الأجيال.
دور اقتصادي واجتماعي بارز
لعبت قبيلة الشهري دوراً مؤثراً في الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالسعودية، حيث اشتهر أبناؤها بالعمل في الزراعة والتجارة والحرف اليدوية.
ويعود هذا التنوع في الأنشطة الاقتصادية إلى طبيعة المناطق التي استقرت بها القبيلة وما تتمتع به من موارد طبيعية متنوعة.
كما ساعدت جذورها التاريخية في تطوير مهارات أبنائها وقدرتهم على التكيف مع الظروف المتغيرة.
وفي العصر الحديث، برز العديد من أبناء قبيلة الشهري في مجالات العلم والثقافة والسياسة، فقد تقلد بعضهم مناصب قيادية في الدولة، وأسهم آخرون في تطوير التعليم والبحث العلمي، ويعود الفضل في هذه النجاحات إلى اهتمام القبيلة المتواصل بالتعليم والتطور، إلى جانب الدعم الذي تقدمه المملكة لأبنائها، كما عززت أصالة القبيلة ثقة أبنائها بأنفسهم، ودعمتهم في تحقيق التميز والإبداع في مختلف المجالات.



