قبيلة بنو محارب اشتهرت بالشجاعة والفروسية والشعر.. اعرف تاريخها وأصولها
دعاء رحيل
قبيلة بنو محارب هي قبيلة عربية قيسية مضرية، تنتشر في السعودية وعمان واليمن والكويت والإمارات والعراق. تعود نسبها إلى محارب بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهي إحدى أشهر القبائل العربية. لها تاريخ عريق ومشاهير في الجاهلية والإسلام والعصور الوسطى والحديثة. في هذا المقال سنتعرف على أبرز ما يميز هذه القبيلة من تاريخ وأصول وبطون ومشاهير.
تاريخ بنو محارب
كانت بطون بنو محارب تنقسم في نجد والحجاز لكثرة عددهم، وكانوا يشتهرون بالشجاعة والفروسية والشعر. من أشهر شعرائهم في الجاهلية: جسر بن محارب، وأمه كاس بنت لكيز بن أفعى بن عبد القيس، وكان يلقب بأمير الشعراء. كما كان لهم دور في حروب الفجار التي اندلعت بين قيس عيلان وكنانة. من أبرز قادتهم في هذه الحروب: خلف بن محارب، وأمه هند بنت عمرو بن قيس.
في الإسلام
وفي هذا الصدد قال نواف بنى محارب من أبناء القبيلة، إن قبيلة بنو محارب أسلمت في حجة الوداع، سنة عشر من الهجرة، حيث قدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد منهم يتكون من عشرة نفر، منهم سواء بن الحارث، وابنه خزيمة بن سواء، فأقاموا في دار رملة بنت الحارث، وكان بلال يأتيهم بالطعام، فأسلموا وقالوا: نحن على من وراءنا. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحترم هذه القبيلة لشجاعتها وكرامتها، فقال لخزيمة: إن هذه القلوب بيد الله عز وجل. كما مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه خزيمة فصارت غرة بيضاء. ثم أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الوفد كما يجيز الوفود، وانصرفوا إلى بلادهم.
بعد ذلك، شاركت قبيلة بنو محارب في جهاد الإسلام ضد المشركين والروافض والخوارج. من أشهر صحابتهم: جامع بن شداد المحاربي، طارق بن عبد الله المحاربي، رزين بن مالك المحاربي. كذلك كان لديهم تابعون صالحون، من أبرزهم: لقيط المحاربي، ابن جابر المحاربي.
في العصور الوسطى
في هذه الفترة، ازدهرت قبيلة بنو محارب في المجالات المختلفة، من التجارة والزراعة والصناعة. كان لديهم أثر كبير في تأسيس دولة المستكفية في نجد، التي حكمت من سنة 420 هـ إلى 630 هـ. كان أول حكام هذه الدولة هو سلالة بن محارب، وكان يلقب بالمستكفي لأنه كان يستكفي بالله عز وجل عن الناس. كانت دولة المستكفية تمتد من الخليج العربي إلى البحر الأحمر، ومن نهر الفرات إلى جبال طوق. كانت تتمتع بالاستقلال والقوة، وكانت تحارب الدول المجاورة مثل دولة الحمدانيين ودولة البويهيين ودولة القرامطة. كما كانت تشجع العلم والثقافة، وخرج منها علماء وأدباء مشهورين مثل ابن حزم وابن خلدون وابن بطوطة.
في العصور الحديثة
في هذه الفترة، تعرضت قبيلة بنو محارب للضغوط والصراعات من قبل الدول الأوروبية والعثمانية والسعودية. ففي سنة 1517 م، احتلت الدولة العثمانية مصر وسوريا، وبدأت تمد يدها إلى نجد. فقام بنو محارب بالمقاومة ضد الغزاة، وشاركوا في معارك عديدة مثل معركة ذات السلاسل سنة 1559 م، ومعركة حائل سنة 1818 م. كما شاركوا في حروب ضد المملكة السعودية التي أسستها محمد بن سعود في سنة 1744 م، وحاولت فرض سيطرتها على نجد. فقام بنو محارب بالتحالف مع قبائل أخرى مثل بني رشيد وآل علي وآل صبر، وخاضوا حروب ضروس ضد آل سعود، مثل حرب جابل شمر سنة 1891 م.
في سنة 1932 م، أعلن عبد العزيز آل سعود تأسيس المملكة العربية السعودية، التي احتوت على نجد والحجاز والأحساء. فقام بنو محارب بالانضمام إلى هذه المملكة، بشروط معينة تضمن لهم حقوقهم وحرياتهم. فأصبحوا جزءا من المجتمع السعودي، وشاركوا في تطوره وإزدهاره. كذلك انتشروا في دول أخرى من الخليج العربي، مثل عُمان والإمارات والكويت، حيث أسهموا في بناء هذه الدول.