الفدائي عبدربه محمد.. أحد أبطال المقاومة الشعبية بمدينة السويس

أسماء صبحي
الفدائي عبدربه محمد عبدربه، ذلك البطل الرياضي الذي كان شاباً صغيراً عندما حدث العدوان الغاشم علي مصر عام 1967. وكان في تلك الفتره بطلاً قومياً في التجديف حيث شرف مصر في أحد الدورات في روما.
نشأة الفدائي عبدربه محمد
ولد عبدربه محمد عبدربه في السويس عام 1945، وكان بيته في حي زرب بجوار أرض تدريبات ( الحرس الوطني ) نادى الشرطه الحالي. وقدم مثل أقرانه من شباب السويس عقب النكسه للالتحاق بصفوف المقاومه الشعبيه التي كانت قد بدأت في تلك الفترة القيام بالدوريات لحماية المراكب الراسية في الميناء.
بدأت حكاية الفدائي عبدربه محمد عبدربه أسطورة المقاومة في يوم 14 يوليو عام 1967. عندما تصور العدو الإسرائيلي وضع مصر تحت الأمر الواقع ومشاركة المصريين في إدارة قناة السويس بالجزء الشرقي منها.
في هذا اليوم التاريخي حوالي الساعة الثانية والنصف عصراً دفع الاسرائيليين قواربهم المطاطية إلى منتصف مجرى القناة بغرض رفع علمهم البغيض على شمندوره ( الميركاب ). واثنان من تلك القوارب ذات المحرك الخارجي كانت تحمل بجانب الجنود كاميرات تصوير تليفزيونية. وذلك من أجل إثبات وصولهم إلى عرض القناه واستغلال ذلك إعلاميا.
بطولة المقاومة الشعبية في السويس
وما أن حاول الصهاينة السيطرة على منتصف مجرى القناة برفع علمهم قبل وصول المراقبين الدوليين. حتى انطلق ثلاثه من شباب السويس وهم البطل الفدائي مصطفي ابو هاشم، والبطل الفدائي غريب محمد غريب، وبطل قصتنا الفدائي عبدربه محمد عبد ربه. واستطاعوا إسقاط هذا العلم البغيض وأغرقوا بنيران بنادقهم القوارب التي تقل القوات الإسرائيلية وأسر بعضهم والعودة بقادتهم إلى البر الغربي. وكانت تلك هي العمليه الأولى لرجال المقاومه الشعبيه في السويس.
في تلك العمليه كان البطل عبدربه محمد عبدربه، هو أول من أطلق نيران سلاحه الشخصي على القارب الذى حاول رفع العلم الإسرائيلي علي الشمندوره. ولم يكتفي بذلك بل نزل مع رفقائه في الموقع ومنهم البطل غريب محمد غريب إلى مياه القناة وأسر أول أثنين من الإسرائيليين احدهما كان برتبه ملازم أول والثاني برتبة رقيب.
ومنذ تلك العملية التاريخية لم تحاول القوات الإسرائيلية الاقتراب من حافه القناة مجدداً بفضل يقظه وصمود عبدربه محمد عبدربه ورفاقه من أبطال المقاومة الشعبية العظام. وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها أسر إسرائيليين في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.
رد إسرائيلي غاشم
في اليوم التالي لهذة العمليةالبطولية الناجحة، ردت الطائرات الاسرائيلية والمدفعية الثقيلة عبر غارات وحشيه استمرت على مدى يومي 14 – 15 يوليو. ضربت خلالهما حي الأربعين وبعض المناطق السكنية فى أرجاء المحافظة وتدمير المنشأت البترولية واستشهاد حوالي 39 شهيد وجرج حوالي 1300 من أبناء الحي. وظلت السويس علي المنوال تحت وطأة النيران الاسرائيليه طوال حرب الاستنزاف حتي بدأ العبور العظيم في الثانية من ظهر يوم 6 اكتوبر. عندما استولت القوات المسلحة المصرية على النقطه رقم 149 في خط بارليف. تلك النقطه التي كانت السبب في تدمير بيوت السويس.