العلاقات بين مصر وموريتانيا تتميز بالتميز المستمر عبر التاريخ. وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أكد على حرص مصر على تعزيز التعاون الاقتصادي مع موريتانيا في مختلف المجالات وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات، خاصة في قطاعات الصيد البحري والزراعة والثروة السمكية والحيوانية وصناعة الدواء.
العلاقات الثنائية
وفي مباحثات أجراها مع نظيره الموريتاني، محمد سالم ولد مرزوك، ناقش الوزيران العلاقات الثنائية بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في كل من السودان وليبيا وسوريا.
وأشار شكري إلى التطور المستمر في العلاقات بين مصر وموريتانيا، وأعرب عن تطلعه لعقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى وزيرى الخارجية في أقرب وقت. كما شدد على أهمية استمرار التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.
وأكد شكرى على استعداد مصر لتوفير الدعم الفنى لموریتانیا فى مختلف القطاعات الحیویة، بما فى ذلك الصناعة والصحة والتعلیم. كما أبرز التعاون المستمر بین البلدين فى مجال التعلیم الجامعى والمنح الدراسیة المقدمة للطلبة الموریتانیین فى جامعات مصر.
وأعرب وزير خارجية موریتانیا عن تقدیره للعلاقات الثنائیة بین المصر وموریتانیا، وحرص بلاده على دفع التعاون قدمًا فى شتى المجالات. اتفق الوزیران على استمرار التعاون لدفع العلاقات بین مصر وموریتانیا إلى آفاق أوسع.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبل اليوم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري والقائم بأعمال سفارة موريتانيا بالقاهرة.
الاستفادة من التجربة التنموية المصرية
وأفاد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الوزير الموريتاني قدم خلال اللقاء رسالة خطية من رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني إلى الرئيس السيسي. تضمنت الرسالة تقدير موريتانيا لمصر ودورها الرائد على المستوى العربي والإفريقي، وتأكد حرصها على تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات والاستفادة من التجربة التنموية المصرية.
وطلب الرئيس نقل تحياته إلى نظيره الموريتانى، مؤكدًا تطلع مصر لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، خاصة في قطاعات التنمية التى اكتسبت فيها شركات مصرية خبرات كبيرة. كما أكد على استعداد مصر لتقديم المساعدة في تطوير قدرات وكوادر موریتانیا في كافة المجالات.
وأضاف المتحدث أنه تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا العربية والإقلیمیة، في إطار حرص البلدين على دفع العمل العربى المشترك.
في يوليو 1963، بدأت العلاقات المصرية الموريتانية عندما قام أول وفد رسمي موريتاني بزيارة مصر بدعوة من حكومتها. كما لعبت مصر دورًا هامًا في تسوية الخلاف الذي نشأ بين موريتانيا والسنغال في عام 1989م، وذلك عبر توقيع اتفاقية سلام بوساطة مصرية في عام 1992م.
تطورًا في مجالات التجارة والاستثمار
بعد عام 2013، شهدت العلاقات تطورًا لافتًا وجهدًا ملحوظًا، حيث تعددت التحركات على مستوى القيادات بين البلدين من أعلى مستوى إلى المستويات التي تليها، من خلال الزيارات المتبادلة. في 2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. في 2015، قام الرئيس الموريتاني بزيارة لمصر لحضور القمة العربية في دورتها الـ26، وشارك في حفل افتتاح قناة السويس الجديدة. في 2017، قام محمد ولد عبد العزیز رئیس موریتانیا بزیارة لمصر للمشاركة في فعالیات منتدى شباب العالم. وفى 2020، تلقى الرئیس عبدالفتاح السیسى اتصالًا هاتفیًا من نظیره الموریتانى تناول التباحث بشأن تعزیز التعاون بین البلدين.
العلاقات الاقتصادية بين مصر وموريتانيا تشهد تطورًا في مجالات التجارة والاستثمار، وتعمل البلدان على تعزيز التبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية بينهما. يتم ذلك من خلال توفير بيئة قانونية مواتية وبناء شراكات بين الفاعلين في المجالات التجارية والاستثمارية، سواء على المستوى الرسمي أو القطاع الخاص.
وتعمل البلدان على إنشاء أول مجلس مشترك لرجال الأعمال المصريين والموريتانيين، وتعزيز التعاون الاقتصادي في مجالات الصيد والثروة السمكية والزراعة والثروة الحيوانية والدواء والمبادلات ومواد البناء. هناك بالفعل تعاون قائم بين رجال الأعمال في البلدين، حيث توجد شركات موريتانية مصرية للصيد البحرى، كما يتم إيفاد خبراء مصريين في مجال المزارع السمكية وتدريب بحارة موريتانيين على الصيد التقليدي وصيد الأعماق.
فى 2016، شهد الرئیس عبد الفتاح السیسى ونظیره الموریتانى محمد ولد عبد العزیز، مراسم توقیع 6 اتفاقیات ومذكرات للتعاون المشترك فى مجالات التعاون البحرى، الإسكان، المرافق، المجتمعات العمرانیة، التعاون الثقافى، الثروة الحیوانیة، التعاون فى مجال الصحة والدواء، التعاون فى مجال النفط والمعادن. فى 2017، قدمت مصر 6 منح تدریبیة لتأهيل الكوادر الموریتانیة فى مجالات المیاه والأراضى، إدارة المزارع السمكیة، إنتاج وصحة الحیوان. كذلك تفتح موریتانیا أبوابها أمام رجال الأعمال والمستثمرین المصریین.
المركز الثقافي الإسلامي في نواكشوط
في مارس 2018، قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بزيارة إلى موريتانيا، وافتتح المركز الثقافي الإسلامي في نواكشوط. وقد حرصت مصر على تدعيم علاقاتها الثقافية بموريتانيا منذ القرن الماضي، من خلال إنشاء المركز الثقافى العربى المصرى فى موريتانيا عام 1964.
وقد قام المركز الثقافى المصرى بدوره الريادي في حمل لواء التعريب ونشر وتوطيد العلاقات الثقافية بين مصر وموريتانيا. وقد قام بتوفير الكتب في مختلف فروع المعرفة، وعرض الأفلام السينمائية والوثائقية، وتنظيم المحاضرات والندوات الثقافية، وفتح فصول لتعليم اللغة العربية، وإنشاء فرق مسرحية، وتنظيم المسابقات الأدبية.
وبفضل جهود المركز الثقافى المصرى دخلت الأجناس الأدبية الحديثة في الأدب الموريتانى، مثل الرواية والمسرحية والمقالة والنقد الأدبى. كما انتشر الخط المشرقى الجميل في أوساط الشباب الموریتانی. فی 2016، وُقِعَت اتفاقیة ثقافیة بین مصر وموریتانیا تمثل نقلة نوعیة فی التعاون بینهما. فی 2017، وُقِعَ بینهما برنامجًا تنفیذیًا للتعاون فی مجال التعلیم العالی للأعوام 2017/2020. فی 2018، كُرِّمَ الموسیقار المصرى راجح داود من قِبَلِ الرئیس الموریتانى.