كتابنا

احمد الشريف يكتب :حديث الإثنين ..طهران للمبعوث الأممي: الحل في صنعاء

احمد الشريف يكتب :حديث الإثنين ..طهران للمبعوث الأممي: الحل في صنعاء

 

 

تحالف دول العدوان وفي طليعتها السعودية والإمارات باتوا يدركون جيداً أنهم قد خسروا حربهم في اليمن ليس فقط على المستوى العسكري فحسب وإنما على المستوى السياسي والأمني

 

وحتى الاقتصادي رغم الحصار المفروض على اليمن الذي شكل الوجه الثاني للعدوان واستيلاؤهم على الموارد المالية كما خسروا أيضا رهانهم لاختراق الجبهة الداخلية وشق الصف الوطني المقاوم للعدوان والتصدي له وهذا في حد ذاته يشكل هزيمة كبيرة لتحالف العدوان تضاف إلى الهزائم المتتالية التي أحبطت كل مخططاتهم ومحاولاتهم للخروج من المستنقع الذي سقطوا فيه.. وكانت آخر محاولة لهم لحفظ ماء الوجه بعد اتفاق إيران والسعودية على إعادة العلاقات بينهما تمثلت بإرسال المبعوث الأممي إلى اليمن إلى طهران بهدف الإيحاء بأن اليمن مرتبطة بإيران فكان الرد الإيراني مفحماً وصاعقاً لهم عبر وزير الخارجية الذي أكد للمبعوث الأممي أن الحوار بين إيران والسعودية هو حوار ثنائي وأن إيران لا تفاوض نيابة عن أي دولة أخرى ومن يريد أن يحل مشكلة اليمن فعليه الذهاب إلى صنعاء لأن القرار بيد اليمنيين أنفسهم.

لكن تظل مشكلتنا في أولئك النفر من السياسيين والإعلاميين الذين لا يعجبهم العجب ومازالوا غير مصدقين بأن الوضع في اليمن قد تغير وأصبحت طموحات كل أبناء الشعب اليمني وتطلعاتهم لا نقول تتمثل وإنما تنحصر في التحرر من الوصاية الخارجية والعمل على بناء الدولة القوية العادلة، صحيح أن هناك أخطاء ترتكب في ظل الوضع الاستثنائي الذي نعيشه بفعل ما يواجهه اليمنيون من عدوان بربري فُرض عليهم وهذا شيء طبيعي حيث لا يوجد مجتمع ملائكي عبر التاريخ خالي من وجود ما يُعكر صفوه بما في ذلك مجتمعات الأنبياء والرسل عليهم السلام حيث كانت تأتيهم الخيانات  من داخل بيوتهم وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وليس عيباً أن ننتقد أخطاءنا بشدة ونطالب بتصحيحها وإنما العيب هو في استمرار ممارسة الأخطاء والسكوت عليها وكذلك نتعامل مع الحقائق بتجرّد وموضوعية حتى لو كانت مُرّة بل وليس عيباً أن نحمّل أنفسنا مسؤولية ما يجري لنا من مصائب ومحن صنعناها بأيدينا قبل تحميل الآخرين مسؤولية التدخل في شؤوننا ونحن الذين سمحنا لهذا الآخر بإرادتنا أن يكون شوكة في حلوقنا عندما أثبتنا في العقود الماضية أننا عاجزون عن حل مشاكلنا بسبب فقدان الثقة فيما بيننا وهو ما جعل الآخرين يتدخلون شفقة منهم علينا في وقت ينظرون فيه إلى أن الوطن اليمني قد أصبح مثل البيت الذي هجره أهله وأصبحت نوافذه وأبوابه مخلّعة فيدخله كل من هبّ ودبّ بما في ذلك الجن الذين يتخذون منه مسكناً، ثم نتباكى ونقول إن الآخرين يتدخلون في شؤوننا الداخلية ويفرضون علينا رؤيتهم لحل مشاكلنا التي عجزنا عن حلها.

كم هو مؤسف أن يكون تعاملنا محصوراً مع نتائج ما يحدث لنا وليس مع الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج خوفاً من محاسبة المتسبّبين وتحميلهم المسؤولية وهذا تعامل وتقييم خاطئ لن يزيد قضايانا إلا تعقيداً ولو توقفنا قليلاً أمام بعض الآيات القرآنية التي يتحدّث الله سبحانه وتعالى فيها عن مواقف وقضايا لوجدنا أن الحديث عن هذه القضايا يبدأ بالأسباب وينتهي بالإشارة إلى النتائج بحيث يعتبر الناس بها ويتجنّبون وقوعهم في الأخطاء التي قد تقود أحياناً إلى التهلكة وهنا لابد أن نتساءل: ليس من المعقول أن يتراجع وعينا بالنسبة لمعالجة قضايانا إلى الخلف في الوقت الذي يُسارع فيه العالم من حولنا إلى تحقيق المعجزات والمحافظة على وحدتهم الوطنية والفكرية ليزدادوا قوة ومنعة تبعدهم عن تلك الأفكار والسلوكيات التي تفرّق المجتمعات وتضعفها وتدمر بنيتها بل وتجعلها في النهاية لقمة سائغة يسهل ابتلاعها من قبل أعدائها خاصة عندما يتعلّق الأمر بالاختلافات الحزبية غير الصالحة للدول والشعوب المتخلفة والتي قال عنها حكيم اليمن القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري الأسبق رحمه الله: إن الحزبية تبدأ بالتأثر وتنتهي بالعمالة، أيضا الحقد الذي يرافق هذه الاختلافات يتحول إلى عداوة وبغضاء ضد بعضنا ولذلك يستلزم من الجميع إعادة النظر في بعض تركيبات الوضع الاجتماعي وتنوعاته وفرز العناصر المستهلكة التي لم تعد تستطيع السير إلى نهاية الطريق وعندما نتوقف أمام ما يجري في اليمن كنموذج سنجد أنه لا يوجد حزب أو تنظيم سياسي مهما ادعى الوطنية إلا وهو مرتبط بالخارج بدليل أن هناك أحزاباً وتنظيمات سياسية تتفاخر بشعاراتها غير الوطنية وإذا لم تكن علاقتها عضوية بالمرجعية الخارجية فعلى الأقل هناك تنسيق وتعاون يغلّب خدمة القضايا الخارجية على خدمة القضايا الوطنية ولا نريد الدخول في التفاصيل فقد سبق وكتبنا عنها كثيرا وفي نفس الوقت حتى لا يتم تفسير ما أشرنا إليه بسوء نية ويقال أننا نتحامل على الأحزاب والتنظيمات السياسية المنقسمة أصلا على نفسها فكيف بموقفها من قضايا الوطن لاسيما في ظل المرحلة الحالية التي يشهد اليمن فيه عدوانا بربريا مُنذ ثمانية أعوام يعكس ظلم ذوي القربى نحو جيرانهم الأقربون والمصيبة الأكبر أنهم لا يزدادون إلا عناداً وإصراراً على استمراره رغم كل الوساطات التي تبذل من قبل العديد من الدول لإنهائه ورغم الهزائم التي مني بها تحالف العدوان خلال الأعوام الثمانية الماضية والتي أفقدته قدرته على التحكم في قراراته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى