8 سبتمبر.. يوم رد الكرامة لـ سلاح المدفعية والجيش المصري بعد هزيمة 67
أسماء صبحي
جسد سلاح المدفعية المصرية العديد من البطولات خلال تاريخه المجيد. وكان أبرزها يوم الثامن من سبتمبر عام 1968، حيث قامت بدراسة وتأكيد جميع بيانات الأهداف المعادية بدقة. وقصفها بقوة لتدمير العدو وتكبده خسائر باهظة، وتحقيق السيطرة النيرانية للمدفعية على جبهة القتال خلال معارك الاستنزاف.
دور سلاح المدفعية في حرب أكتوبر
كما قامت خلال حرب أكتوبر بتنفيذ 4 قصفات استمرت 53 دقيقة لتحقيق أكبر تمهيد نيراني عرفته الحروب الحديثة. سواء في عدد القطع المشتركة أو مدة التمهيد أو حجم الذخيرة. لتأمين موجات العبور المتتالية للقوات الميكانيكية والمدرعة وعناصر المقذوفات. واقتناص وتدمير الدبابات المعادية والتعامل مع احتياطيات العدو. وتهيئة أنسب الظروف لاستكمال تنفيذ المهام في أروع ملاحم النضال لشعب مصر العظيم.
شملت منظومة التطوير والتحديث التي شهدتها وحدات المدفعية منذ بدايتها، وصولًا لأحدث نظم العالم. عناصر الاستطلاع، وعناصر الرمي المباشر من المقذوفات، وعناصر الرمي غير المباشر بأنواعها المختلفة. لتحقيق أكبر قدر من المعاونة النيرانية في إطار معركة الأسلحة المشتركة. ومنظومة التأمين الفني بما يساهم في الحفاظ على الأسلحة والمعدات. وتحقق الواقعية في التدريب والارتقاء بمستوي الفرد المقاتل.
أثناء الاستعداد لـ حرب أكتوبر، كان اللواء أ. ح سيد هيكل قائدًا لسرية شرطة عسكرية، والتي كانت مهامها تأمين الطرق للتشكيلات العسكرية التي تستعد لعبور القناة. ومنها ما كان مخصصًا للعبور بالقوارب المطاطية، وأخرى للعربات البرمائية. فضلا عن إقامة ممرات خاصة لعبور الكباري العائمة، كما قاموا بعمل نظام يسمى مجاور معلمة تضاء ليلًا. إذ كان كل تشكيل مخصص له لون معين يسير عليه ليلا متجهًا إلى مناطق العبور.
العدو الإسرائيلي كان يدفع بعناصر تابعة له ترتدي ملابس الشرطة العسكرية، وذلك بهدف تضليلهم، وتنفيذ عمليات تخريبية. لكنهم كشفوا ذلك، وقال اللواء أ. ح سيد هيكل: “العدو الإسرائيلي حاول خداعنا فشرب المقلب. حيث كنا نقوم بتغيير لون شارات قوات الشرطة العسكرية بشكل يومي. بخلاف الشارات الحمراء المتعارف عليها بين قوات الشرطة العسكرية. وبالفعل أوقعنا العديد من عناصر العدو الإسرائيلي في الأسر قبل بدء المعركة”.
ساعة الصفر لـ حرب أكتوبر
بدأت ساعة الصفر في الساعة الثانية يوم السادس من أكتوبر. وكان اللواء أ. ح سيد هيكل مكلفاً بفتح ممرات للقوات التي تعبر إلى شرق القناة عن طريق القوارب والعربات البرمائية. وفي الساعة الثامنة من مساء اليوم ذاته، جهزنا المدقات والطرق لعبور القوات لكي تمهد الطريق لعمل الكباري.
كان اللواء أ. ح سيد هيكل شاهدًا على بطولة الرائد الشهيد محمد محمد زرد. والذي كان قائدًا لإحدى السرايا المكلفة بالعبور بالكباري. وعندما شاهد عناصر من قوات العدو يجلسون في إحدى الدشم، انطلق نحوهم وهم يصوبون فوهة مدافع من طراز نصف بوصة. ثم قفز من القارب الذي يحمله في البر الشرقي للقناة وأسرع بسد طاقة النار بظهره، حتى يحمي القوات المكلفة بالعبور. لينال الشهادة بمفرده دفاعًا عن زملائه ووطنه، كما كان هذا الضابط من إحدى قرى محافظة الدقهلية.