التصالح في حوادث “الثأر” عند القبائل العربية في صعيد مصر
لا تقتصر ظاهرة “الثأر” على قبيلة بعينها، وإنما تشمل جميع القبائل العربية المنتشرة في صعيد مصر. إلا أن طريقة التصالح والتسامح هي التي تختلف من قبيلة إلى أخرى بحسب العادات والتقاليد المتبعة بها. وهو ما سنتناوله بالتفصيل من خلال السطور التالية.
جلسات التصالح
وفي البداية يقول هشام قدوس، أحد أبناء قبيلة الأشراف، إنه لا يوجد حوادث ثأر بين أبناء القبيلة في الوقت الحالي. وجميع المشاحنات يتم تداركها في أسرع وقت، كما أن كبار العائلات يحرصون على وأد الفتنة في مهدها. وفي حال وقوع قتيل يتم التصالح في جلسات عرفية كما يحدث في معظم القبائل الأخرى في صعيد مصر.
وأوضح دقدوس، أن التصالح يتم بين الأطراف المتنازعة في جلسة تقتصر عادةً على أفراد القبيلة، كما تأخذ القضية مجراها في المحاكم. وكل مخطئ ينل عقابه عن ارتكاب مثل هذه الجرائم. مشيراً إلى أن القبيلة لا تعرف عادة “تقديم الكفن” فيما بينها مثلما يحدث مع القبائل الأخرى في المصالحات.
حوادث الثأر عند قبائل الهوارة
أما عن حوادث الثأر عند قبائل الهوارة، فقال صديق الهمامي، أحد أبناء قبيلة الهمامية الهوارية. أن التصالح يتم عادة في قبائل الهوارة من خلال تلقّى “القودة” أو يتم الأخذ بالثأر على اعتبار أن من قتل يُقتل. ويتم التصالح في حال التساوي في عدد القتلى بين أفراد العائلتين المتنازعتين.
التصالح في قبيلة العرب
وفي السياق ذاته، يقول أحمد جاد، أحد أبناء قبيلة العرب، إن عادة الأخذ بالثأر هي واحدة من العادات والتقاليد المعروفة في صعيد مصر. إلا أنه لا ثأر لرجل قتل وهو يسرق، ولا ثأر لمن قام بانتهاك حرمات المنازل، أو من تم قتله عن طريق الخطأ. مشيراً إلى أنه لا بد من الأخذ بثأر كل من يُقتل، وإلا كان ذلك عاراً على جبين العائلة على مرّ الزمن. حيث يعد الاعتداء على حياة فرد بمثابة الاعتداء على جميع أفراد القبيلة التي ينتمى إليها ذلك الفرد.
وأضاف جاد، أن التصالح بين القبائل بشكل عام يتم من خلال تدخل كبار العائلة أو القبيلة. وتتم مراسم الصلح في سرادق على قطعة أرض عن طريق “القودة” وسط جموع غفيرة من المواطنين.