مجموعات التتار المستقلة.. “القوزاق” محاربو روسيا الغامضين.. من هم وما هي ديانتهم؟

أميرة جادو

هم مجموعة أثنية للسلافيين الشرقيين الذين يقطنون بجملتهم السهوب الجنوبية في شرق أوروبا وروسيا وكازاخستان وسيبيريا وهناك أكثر من فرضية بشأن أصل القوزاق ومن أين ينحدرون، فهناك فرضية تقول أن القوزاق هم فئة عسكرية من الناس ضمن روسيا.

ولكن القوزاق أنفسهم لا يوفقون على هذه الفرضية، حيث يعتبرون أن أصولهم أعرق بكثير، ومن المعتقد أن موطنهم هو خط من القلاع والحصون كان يمر من نهر الفولغا الوسطى باتجاه مدينتي ريازان وتولا، ثم ينعطف نحو الجنوب ويصل إلى نهر الدنيبر في منطقة مدينتي بوتيفل وبيرياسلاف.

أصول القوزاق

وبحسب ما ذكره الباحثين، يعود أصل كلمة القوزاق إلى كلمة خزر، وهي مترادفة في لغات شرق أوروبا مع كلمة تتري، تركي ومغولي.

ولكن منذ بداية القرن السادس عشر الميلادي بدأت تشير إلى جماعات من الأقنان السلاف المسيحيين الذين فروا من ضياع النبلاء في أوكرانيا وروسيا واستقروا في السهوب الجنوبية على ضفاف نهري الدنيبر والدنيستر والدون، ومع نهاية القرن السادس عشر أصبحت مناطق نهر الدون ونهر الدنيبر مملوكة للقوزاق الذين حولوا أماكن إقامتهم إلى مستوطنات ثابتة.

سبب التسمية

اختلفت الآراء حول سبب تسميتهم، ويقول البعض أن القوزاق يرجعون إلى عهد الحكم المغولي-التتري حين كان يدفعون إتاوة بشرية للحكام المغول-التتر ويرسلون رعاياهم ليؤدوا الخدمة العسكرية في القوات المغولية.

اما كلمة القوزاق وفقا لهذا الرأي فمشتقة من كلمة تركية تعني الفرسان الاخفاء، وبعد تفكك الدولة المغولية احتفظ القوزاق بتنظيمهم العسكري واستوطنوا بعض المناطق الواقعة في وديان نهري الدنيبر والدون

ويرجح البعض أنهم أطلقوا على أنفسهم هذه التسمية باعتبار أنهم أحرار مثل التتر، فيما أشار آخرون إلى أنهم اعتبروا أنفسهم أعضاء “الاورطة الذهبية” مثل المغول-التتر، فيما قال البعض أن النبلاء البولنديين سموهم بذلك الاسم احتقارا لهم، وقد تزايدت صفوفهم بعد أن انضمت اليهم عناصر من سائر الأنواع والأجناس من فقراء ونبلاء.

أما شعب “القوزاق” يعتبرون أنفسهم دوما شعباً حراً، ولا يعترفون بانهم ينحدرون من الاقنان الروس أو الأوكرانيين.

القوزاق فرسان شجعان وحماة الحدود الروسية

منذ نعومة أظفارهم، يتعلم الأطفال الفنون القتالية والمبارزة بالسيف، حيث لعبوا دورا هاما في التاريخ الروسي كحماة للحدود الجنوبية للدولة، ويحاولون في عصرنا الحالي إنعاش تقاليدهم المجيدة في انشاء مدارس تعليم الشباب  أنواع من الفنون العسكرية، وتعيش أكبر مجموعة قوزاقية في روسيا بمقاطعة روستوف.

ومنذ سن الـ 12 سنة يدرس الأولاد في هذه المدارس الرمي والملاكمة والقفز بالمظلات ، إضافة إلى المواد  الدراسية العادية.

كما يعتبر القوزاق شعبا خاصا الا ان هناك بعض من المؤرخين يشيرون إلى أن أجدادهم كانوا من الفلاحين الروس الذين انتقلوا إلى المناطق الجنوبية من البلاد في القرن الخامس عشر، ليستقروا على الحدود الجنوبية الروسية، حيث شكلوا نظاما عسكريا إداريا يتم فيه انتخاب الزعيم بطريقة ديموقراطية.

وبالرغم من تطور الحياة المعاصرة وتدخلها في كل الفئات الاجتماعية في روسيا،  بما فيها القوزاق، إلا أن معظم تقاليدهم لم تتغير منذ قرون.

لغة وديانة القوزاق

مثل سائر الروس يتكلم القوزاق اللغة الروسية ويتبعون الديانة المسيحية الأرثوذكسية، لكن هذا التراث المشترك لم يمنع القوزاق من المحافظة على تقاليد مميزة لا تشبه تقاليد أي شعب آخر.