حوارات و تقارير

حرب أوكرانيا.. تضارب بشأن السيطرة على سيفيرودونيتسك وتحذيرات روسية من الأسبوع المقبل

دعاء رحيل
أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، اليوم الأحد، إن القتال لا يزال مستمرا في مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية في إقليم لوغانسك شرقي البلاد، في حين قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف إن القوات الروسية سيطرت على المدينة، وقالت كييف إنها بدأت في تلقي صواريخ مضادة للسفن من الدانمارك.
 
كما نوهت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان على صفحتها على فيسبوك، أن القوات الروسية تشن عمليات هجومية على مدينة سيفيرودونيتسك باستخدام المدفعية، مضيفة أن القتال مستمر.
 
وكان سيرغي غايداي حاكم إقليم لوغانسك قال أول أمس السبت إن القوات الروسية دخلت سيفيرودونيتسك، وسيطرت على محطة للحافلات ومباني أخرى، وإنها تستخدم كل وسائلها للسيطرة عليها، أو منع أي تواصل بين المدينة وأوكرانيا.
 
وأضاف غايداي أن 90% من مباني المدينة تعرضت للدمار، متحدثا عن مصير مشابه لمدينة ماريوبول قد تلقاه سيفيرودونيتسك، وقال إن القوات الأوكرانية تكبّدت خسائر كبيرة وتحتاج إلى مدفعية بعيدة المدى وطائرات مسيرة ومضادات أرضية لمحاربة الطائرات المسيرة الروسية.
 
 

أسبوع صعب

وفي هذا الصدد أقر حاكم لوغانسك بأن “الأسبوع المقبل سيكون صعبا جدا”، لكنه أضاف أن القوات الروسية “لن تتمكن من تحقيق كل ما تخطط له في مستقبل قريب”.
 
كما نوه أولكسندر ستريوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك أن “الروس استقدموا وسائل كثيرة لاقتحام المدينة، لكن لا يمكنهم القيام بذلك حتى الآن”، مضيفا “نعتقد أن المدينة ستقاوم”، وأشار إلى تفاقم الوضع الصحي في المدينة التي كان يسكنها 100 ألف نسمة قبل بدء روسيا حربها على أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي.
 
وعلق رئيس البلدية، على تطبيق تلغرام “القصف المتواصل يجعل من الصعب إيصال إمدادات للمدينة، ولا سيما مياه الشرب، في حين أن الكهرباء مقطوعة عنها منذ أكثر من أسبوعين”، مضيفا أن “مركز المساعدة الإنسانية” في المدينة علّق نشاطه.
 
وفي هذا السياق قال الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، إن القوات الروسية سيطرت بشكل كامل على مدينة سيفيرودونيتسك.
 
وعلى بعد 60 كلم غرب سيفيرودونيتسك، قالت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت إنها سيطرت على مدينة ليمان التي تشكل معبرا نحو مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك، وهما من كبرى مدن منطقة دونباس المكونة من إقليم لوغانسك ودونيتسك، اللذين تسيطر القوات الروسية وقوات الانفصاليين الموالين لها على الجزء الأكبر منهما.
 
ومدينة ليمان مركز رئيسي للسكك الحديدية، وتفتح الطريق نحو مدينتي لوفيانسك وكراماتورسك، اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات الأوكرانية.
 
وقالت روسيا أمس السبت إنها تقصف بالصواريخ مراكز القيادة للجيش الأوكراني في باخموت وسوليدار، وتقع المدينتين على طريق حيوي يربط بين ليسيتشانسك وسيفيرودونيتسك، وذكرت الشرطة الأوكرانية أن دمارا كبيرا لحق بمدينة ليسيتشانسك جراء القصف الروسي.
 
 
وبعد فشل هجوم القوات الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف وخاركيف -ثاني كبرى مدن البلاد- في بداية الحرب، ركزت موسكو في هجومها على الشرق الأوكراني بهدف معلن هو السيطرة على منطقة دونباس الغني بالمناجم والخاضع جزئيا منذ 2014 لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو، الذين أعلنوا عن جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا اعترفت بهما روسيا قبل بدء الحرب الحالية بأيام.
 

صواريخ هاربون

وفي في هذا الشأن، قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، أمس السبت إن بلاده بدأت في تلقي صواريخ “هاربُون” (Harpon) المضادة للسفن من الدانمارك، ومدافع “هاوتزرز” (Howitzers) ذاتية الدفع من الولايات المتحدة، مما سيدعم قواتها التي تواجه الغزو الروسي، وفق تعبيره.
 
وقال الوزير ريزنيكوف إن صواريخ هاربون المضادة للسفن ستشغّل إلى جانب صواريخ “نبتون” (Nepton) الأوكرانية للدفاع عن سواحل البلاد بما في ذلك ميناء أوديسا جنوبي غربي أوكرانيا.
 
ونوه ريزنيكوف، أن إمدادات صواريخ هاربون جاءت نتيجة تعاون بين عدة دول، مشيرا إلى أن عمليات التسليم من الدانمارك تمت بمشاركة الأصدقاء البريطانيين، وفق تعبيره.
 
والجدير بالذكر أن وسائل إعلام أمريكية أفادت نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن إدارة الرئيس جو بايدن تستعد لتزويد أوكرانيا بمنظومات حديثة من راجمات الصواريخ البعيدة المدى “إم إل آر إس” (MLRS) التي يبلغ مدى نيرانها 300 كلم.
 
ولفت المسؤولون إلى أن إدارة بايدن تميل إلى تقديم تلك المنظومات لأوكرانيا في إطار الحزمة الأوسع من المساعدات العسكرية الأميركية التي قد يعلن عنها الأسبوع المقبل.
 
يذكر أن راجمات الصواريخ أصبحت على رأس الأسلحة التي تطلبها أوكرانيا من الولايات المتحدة، مع احتدام المعارك بين الجيشين الروسي والأوكراني في منطقة دونباس.
 
وإزاء الشحنات المتوالية من الأسلحة الثقيلة التي يزود بها الغرب أوكرانيا لمواجهة الهجوم الروسي، حذرت موسكو أمس من خطورة “مواصلة إغراق أوكرانيا بأسلحة غربية”، قائلة إن ذلك يسهم في “زعزعة أكبر للوضع ومفاقمة الأزمة الإنسانية في أوكرانيا”.
 

مكالمة ثلاثية

ومن الجانب السياسي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإفراج عن 2500 من المقاتلين الأوكرانيين الذين أسرتهم روسيا في مجمع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول جنوبي شرقي أوكرانيا.
 
وفي هذا الإطار أفاد مكتب المستشار الألماني بأن شولتز وماكرون طلبا خلال مكالمة هاتفية مع بوتين إجراء مفاوضات جدية ومباشرة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وأضاف المكتب أن الرئيس الروسي أكد لشولتز وماكرون رغبته في السماح باستئناف تصدير القمح من الموانئ الأوكرانية شريطة رفع العقوبات الغربية عن روسيا.
 
بينما تنفي موسكو الاتهامات الموجهة إليها من كييف بمحاصرة موانئ بحر آزوف والبحر الأسود.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى