المزيد
( أسطورة إفريقية الصباح والمساء
كتب – أحمد كمال ابراهيم
تتعدد الحكايات والأساطير في قارة إفريقيا، وهى مرتبطة بطقوس حياتية، وعادات وتقاليد تختلف من قبيلة إلى أخرى، ومن هذه الأساطير أسطوة الصباح والمساء؛ وهى أسطورة نشات لتحكى قصة صراع الإنسان : الخير والشر؛ والظلام والنور؛ والحيلة والمكر والخديعة مقابل الطيبة والسمو والجمال .
ولنقرأ الحكاية الأسطورية لنتعلم منها الحكمة، وهكذا يستقى الشعب الإفريقى الحكمة من حكايات القدماء وأساطيرهم الجميلة .
تقول الحكاية / الأسطورة الإفريقية :
كان الصباح والمساء أخوين..
أنجب الإله” ماهو “الصباح، فوهبه ثروة عظيمة، ورعية لا حصر لها، وأنجب ولده الثاني المساء،
فلم يهبه سوى القرع اليابس، وخرز النانا، وخرز الأزامون، وفي يوم ما، مرض الصباح، وقال الطبيب: (دواؤه خرز النانا، وخرز الأزامون).).
وراحت الرعية تبحث عن الدواء، وعند المساء فقط وجدت الرعية الدواء، فقال لهم المساء: (كم تعطونني ثمنا لهاتين الدرتين؟) فأعطوه مائة صدفة ثمنا لكل واحدة من الخرزتين. وبرأ الصباح من مرضه، وجلس المساء وحيداً يفكر:
(يجب أن يمرض الصباح كثيراً، فأحصل على المزيد من الأصداف). وتوصل المساء إلى وسيلة، بوضع أوراق القرع اليابسة في طريق الصباح. وهكذا، كلما أراد المساء، سقط الصباح مريضا. وشيئا فشيئا انتقلت الثروة العظيمة إلى المساء، فجاءت الرعية إليه، وجعلوه ملكا عليهم) .
ولعل هذه الأسطورة أو الحكاية الشعبية تظهر مدى القبح والجمال في العالم، ونتعلم منها أن الإنسان لابد أن يكون أكثر صدقاً كى يمجو، فهنا تولى المساء تقاليد الحكم على جثة الصباح ، وليعلم الجميع ان معركة الخير والشر مستمرة.
إنها حكاية بسيطة لكنها تشى بالكثير من العظات والحكمة، فالمساء بظلامه وقلبه الأسود قد استطاع بالخديعة والحيلة الإنتصار على الصباح، لكن فجر الحرية لابد له من سطوع، ولابد من عودة الصباح من جديد .
إنها ثقافة شعوب، تتسم بالبساطة، لكنها تحمل الكثير من الحكم في الحياة .