تاريخ ومزارات

جامع درويش باشا.. أبرز فنون العمارة العثمانية

دعاء رحيل

يوجد جامع درويش باشا في محلّة الدّرويشية بدمشق في سوريا، وهو نموذجٌ لفن العمارة العُثمانية من حيث التّخطيط والقواعد المعمارية والفنّية. أنشأه درويش باشا بن رستم باشا أحد ولاة دمشق في العهد العُثماني الذي تصدّر ولاية دمشق في سني 1571-1574م ثم نُقِلَ إلى استنبول وتُوفّي فيها عام 1579م، ونُقِلَ رفاته إلى دمشق ودفن في تربته التي أنشأها بجانب هذا الجامع.

بني المسجد عام 1574م كما هو مُثبّتٌ في الكتابة التاريخية المنقوشة فوق الباب، وهي عبارة عن أبيات شعرٍ. وقد وُرِدَ التّاريخ في البيت الأخير مُرّتبًا على الأحرف الأبجدية.

الدولة العثمانية

شيد الجامع على أسلوب العمارة الرّسمية للدولة العثمانية، وكان من أهم خصائصها الإعتناء بالمظهر الخارجي والشّكل العام للبناء، فكان هذا الجامع مُستوفيًا لتلك الشروط والقواعد والأسُس، وغدا نموذجًا رائعًا لهذا الأسلوب.

وعلى الرّغم من تصميمه العثماني، فإنّه لا يخلو من التأثيرات المحلّية التي تجعل له صبغةً سوريةً. فصحن الجامع مستطيل الشّكل، تتوسّطه بركة مُضلّعة اثني عشرية. ويقع الرّواق في جنوب الصّحن تتقدمه خمس قناطر محمولة على أعمدةٍ مستديرةٍ ذات تيجانٍ وقواعد مختلفةٍ، ويعلو الرواق خمس قباب صغيرة، وفي الجدار الجنوبي من الرواق محراب مزيّن بألواح القاشاني.

القبة الكبرى

الحرم عبارة عن قاعةٍ كبيرةٍ مستطيلة الشّكل تغطّيها سبع قباب مستديرة تقوم القبّة الكبرى في الوسط. ويتوسّط المحراب الجدار الجنوبي من الحرم، ويُعدّ آيةً في الإبداع والفن. وعلى جانبيّ المحراب إطاراتٌ هندسيةٌ عريضةٌ من الرخام الأبيض والأسود. المنبر مُنشَأ من المرمر، أهمّ ما فيه قبة الخطيب المبنية على أربع دعائم رشيقةٍ، يعلو كلّ منها قوس مدبّب تكتنفه زوايا مزخرفةٌ، ويلاحَظ أنّ الزخارف الرائعة تزيّن الجامع من بابه إلى محرابه بأشكالٍ وأنواعٍ عديدةٍ.

تم بناء المئذنة فوق المدخل، قاعدتها بشكلٍ مربّعٍ وثم يتحوّل إلى مُثمّنٍ ينتهي بشرفةٍ مقرنصةٍ ثم مظلّةٍ مخروطيّةٍ من الرّصاص. ويخالف شكل هذه المئذنة وأسلوب بنائها ما كان مألوفًا في عصر بناء الجامع. ويغلب الظّن أنّها شُيِّدَت فيما بعد على الطريقة الشّامية، وذلك على أثر تهدّم المئذنة الأصليّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى