الاستحمام ببول البقر.. أغرب طقوس قبيلة “منداري” السودانية
أميرة جادو
تضم جنوب السودان العديد من القبائل البدائية والمنعزلة، ومن بين أشهر القبائل البدائية بجنوب السودان، تتميز قبيلة “منداري” بأسلوب حياة مثير للاهتمام، وهي مجموعة عرقية تسكن منطقة الساحل ومناطق الغابات في جنوب السودان وكينيا وأوغندا وتنزانيا وإثيوبيا، ولكن يتواجدون بشكل أساسي حول نهر النيل بجنوب السودان، شمال العاصمة جوبا، ويقوم مجتمعهم بشكل كامل على الرعي والزراعة.
علاقتهم بالماشية
على مر العصور، اهتم أفراد القبيلة مهنة تربية الماشية والرعي، وتم تعزيز روابطهم مع حيواناتهم، لتتحول علاقاتهم مع الماشية من مهنة ومصدر دخل إلى التعامل معها كفرد من أفراد القبيلة، لذا يمكنك رؤيتها في جميع أراضي القبيلة، تتجول بحرية بجانب أصدقائها من البشر، الذين يعتبرونها من باقي أفراد أسرتهم، ويعتمدون عليها في العديد من أنشطتهم اليومية.
اهتم أبناء القبيلة بتربية الأبقار من سلالة “أنكولي واتوسي”، المشهورة بكبر حجمها وقرونها الضخمة، والتي يمكن أن يتجاوز سعر الواحدة منها 500 دولار، وهذه الأبقار تلعب دورا مهما في التجارة بين أفراد وجماعات القبيلة، اضافة لكونها مصدرا مهما للبن الذي يعد الغذاء الرئيسي في القبيلة، كما أنها من أهم المقتنيات التي يمكن منحها في المهر عند الزواج.
الاستحمام ببول البقر
نتيجة للرابطة القوية بين أفراد القبيلة والأبقار، انخرط رجال ونساء وأطفال القبيلة مع أبقار، فتجدهم لا يشمئزوا من الأبقار أو من أي جزء من أجزاء جسمها، أو حتى فضلاتها من الروث والبول، فالأطفال تعودوا أن يشربوا اللبن من ضرع البقرة مباشرة، بينما يعتبر الاستحمام وغسل الرأس ببول الأبقار من الطقوس المهمة، والتي تساعد على تطهير الجسد من الأمراض، بل إنه يمكن رؤية البعض وهو ينفخ في دبر البقرة، ليستحث إنتاج اللبن في ضرعها، وفقا للمعتقدات التي توارثتها القبيلة عبر الأجيال.
والجدير بالذكر، بالرغم من حمل العديد من الرجال القبيلة الأسلحة النارية، إلا أن القبيلة معروف عنها أنها لا تميل إلى الحرب أو القتل، والسلاح غرضه الوحيد هو حماية الأبقار الثمينة من الهجمات المحتملة للصوص، الذين زاد عددهم في الأوقات التي تلت انتهاء الحرب واستقلال جنوب السودان، نتيجة لعودة آلاف الرجل من الحرب ورغبتهم في الزواج، وعدم امتلاكهم لأي ابقار يقدمونها كمهر، وتسبب ذلك في محاولة الكثيرين سرقة الأبقار لاستخدامها كمهر للزواج.
