جلد أصدقاء العريس.. أغرب عادات الزواج عند قبيلة الجعليين السودانية
أميرة جادو
تعد قبيلة الجعليين من أكبر القبائل العربية في السودان والتي وصلت إلى السودان في بداية القرن الأول الهجري، واستوطنت نهر النيل، تحديدًا في المنطقة التي تقع شمال الخرطوم من الشلال السادس “السبلوقة” حجر العسل، إلى منطقة أبو حمد، وتعتبر مدينة شندي عاصمتهم التاريخية وأيضا مدينة المتمة من المدن المهمة التي يعيش فيها الجعليون، وقد اشتهر أفراد هذه القبيلة بالشجاعة والكرم، وكذلك كانوا يمتهنون الزراعة والتجارة وهذه المهنة قادتهم إلى الهجرة داخل السودان، وقد انتشروا في كل مدن السودان ولا تجد مدينة في السودان تخلوا منهم.
عادات الاحتفال
ومن أغرب عادات الاحتفال والفرح عندهم، هي عادة البطان والتي بموجبها يجلد العريس أصدقاءه بالسياط أثناء الاحتفال بالعرس، وكلما تحمل الأصدقاء ضربا أكثر وأكثر كان هذا تعبيرا عمليا عن دعمهم وحبهم وشجاعتهم للعريس، وكلما ضربهم سألوا المزيد.
فالمطلوب في مثل هذه الاحتفالات أن ينزل الشباب الذين بلغوا الحلم أو دونه بقليل، إلى وسط حلبة بين الأمهات والأخوات والآباء، وتعلو زغاريد الفرح من النساء لهؤلاء الناشئة من الأبطال الذين يريدون أن تجلد ظهورهم بالسوط لمشاركة للعريس في فرحه وعرسه، وتعزيزاً له وعزة بأن إخوانه وأصحابه (ناس حارة وركازة تقيلة)، وأن هذه الدماء التي تتطاير من ظهورهم هي فداء للأرض والعرض وحمى للقبيلة من كل عادٍ، وعندما يسمع الشباب الزغاريد مع الإيقاع الحربي الحماسي(للدلوكة).
تكون المشاركة للعريس كسداد لدينه فيما سبق لدى أحبابه وأصحابه في أفراحهم، وللسوط أو البطان معانٍ أخرى منها أنه يحفظ هيبة الحفلة ونظامها من الانفلات والشغب، وعلى الذين لا يريدون أن يباطنوا مع أندادهم وأقرانهم أن يشاركوا بأدب واحترام.
والجدير بالإشارة، يمضي الشباب في عادة البطان إلى بلوغ سن النضوج وهي الأربعين عاماً، وبعدها ليس مطلوباً منهم أن يمارسوها، فقد عرفوا وشهد لهم في الأيام الخوالي والسنين الماضية، بأنهم أهل ثبات وبسالة، فعليهم بعدها أن يدربوا الجيل اللاحق الذين يلونهم على عادة البطان. ويورثوهم ويعدوهم كما فعل معهم من قبل، وتستمر هذه العادات والتقاليد يحملها وينقلها جيل بعد جيل.
ويمكن أن تكون عاداتهم مختلفة ويمكن أن يختلف البعض حولها. لكن تبقى مصدرا للفخر والاعتزاز بينهم، وهم من القبائل المشهورة والمعروفة والتي تفتخر بعاداتها على مر العصور.