قبائل و عائلات

الشرارات ..إليك مواطن ومراعي أعرق القبائل

قبيلة الشرارات

( ديار ومنازل الشرارات )

حاتم عبدالهادي السيد :

 

موطن قبيلة الشرارات :

 

قبيلة الشرارت تمتد مراعيها من تيما مرورا بوادي سرحان وحتى معان بالأردن فقبل مايقرب من مئة وخمسين عاما كتب الرحالة الفلندي من كتاب صور من شمال جزيرة العرب الؤلف نفسه.

(جورج أوغست فالين…) كتب مشاهداته التي رآها بأم عينه عندما اجتاز شمال غرب هذه الجزيرة مارا بمعان والجوف اكتفى منها بالنصوص التالية ص20 : (ومعان الحالية من أكبر البلدان في طريق الحج السوري فيها مئتا عائلة تقريبا تنحدر من سبع بطون أو أفخاذ مختلفة وقد اختلطت بالمهاجرين النازحين اليها من القرى السورية الأخرى وهم أقوياء البنية سوريو الملامح يستطيعون تعبئة قوة محاربة من مئتين وخمسين مقاتلا ً وقيل لي ثلاثمائة وهذه القوة المحاربة تبعث في نفوس أهل معان ثقة تجعلهم يخفضون الخوّة التي يفرضها عليهم شيوخ القبائل المجاورة من الشرارات والحويطات وعنزة وقد يرفضون تأديتها).

ونص آخر ص27 : ( ان القبائل الرئيسة في جوار معان التي يعمل الأهلون على حفظ الصداقة بها : هي أولاً ” الشرارات ” : المعتبرة السيدة الأصلية لمعان والجوف ويعيش أكثرها في الجزء من الصحراء في وادي السرحان .

وثانيا : الرولة والنايف – بطنا عنزة – ثم بنو صخر ، قرب شوبك والكرك ثم الحويطات ، وقبائل أخرى تعيش في المنحدرات الشرقية من سلسلة الشراة.) .

هــــــــــــذا ماقبل مئة وثمانية وأربعين عاماً بالتحديد…….. حيث قال هذا الرحالة : ان الشرارات هي السيدة الأصلية لمعان والجوف ، وهذا يؤكد سيطرة هذه القبيلة على كافة المنطقة الواقعة بين هاتين المدينتين المتباعدتين……….. فلو أن هناك قوة أخرى مضاهية لفصلت احدى السيادتين.

ونص آخر للمؤلف نفسه ص :58( ويعيش اكثر الشرارات على ماقلنا سابقا في وادي السرحان ومنة ينتقلون الى النفود وقد ينتقلون الى جبال الشراة).

(والشرارات يعتبرون الجوف بلدتهم ويلزمون جوارها مااستطاعوا وفي موسم الحصاد يأتونها للمقايضة بقطعانهم وبالأصواف والارز والزبد والاجبان التي استطاعوا جلبها من أماكن أخرى والاصناف المصنوعة جميعها من الصوف و منها أردية كثيفة مدفئة يدعى واحدها عباءة وفى الغالب يدعى مشلح حيث اشتهر سكان الجوف بحياكتها وهذه العباءات على خشونة نسجها متينة ومدفئة وتحمل للبيع بعيداً حتى مكة عبر جبل شمر ، وهذا الاتجار يتم بالمقايضة بسبب ندرة النقد هنا وهو حال أكثر الصحراء .. ) .

انتهى النص وهذا يتفق مع قول الشيخ محمد الخيال احد مشايخ العزام في القرن الثاني عشر الهجري وقد اشتهر هذا الشيخ بعصيانة للأتراك……. يقول وهو سجين من قبل الترك في قلعة معان :

يابـــارقا ياضي على الطار(1) حده

خلتــــــه وانا بــراس عليّة مــعان (2)

يسقي الغظا والطعس من سرع رده

ويسقي رذاذاً عند عمرات(3) عطشان

واقطاعنا وسط الفيـــه(4) مســـــترده

مرباعهن مابين حومل(5) وجدعان(6)

واللي نصـــــاهن بالعـــــــــداوة نرده

لو لبســــهم لبس التوامين فــــرسان

الكــيس من ذرب القوالم(7) الحـــده

والزغت(8)من ملح الصرابيط(9) مليان

 

 

 

_______________________

 

(1)الطار: اشتقاق من طور….. والمقصود طارالطبيق الي جهة معان

(2)معان: احدى المدن الاردنية .

(3)عمرات:مراعي بالطبيق.

(4)الفية: مراعي بالطبيق.

(5)(6)حومل وجدعان:علمان في الطبيق……. من اهم مشاتي الشرارات…… يقول خلف ابن دعيجا :

وقـــــــت الشتاء ببلاد حومل شربني

بادماث مبركهن عن البرد حـــامي

(7)القوالم:احجار تميل الى السمرة تستخدم كبدائل للرصاص تكثر في بلاد الخنفة والهوج والطبيق.وقد ذهب بعض الرواة ان القوالم هي اوعية لصب الرصاص.

(8)الزغت:جورب ماح البارود.

(9) الصرابيط: كتل الملح المستخرج على هيئة احجار …..وقيل الاحجار التي تستخدم للرصاص.

 

 

 

وفي كتاب (اكتشاف جزيرة العرب ) لجاكلين بيرين طالعنا هذا النص : ” غادر غورماني أخيرا ً جبل شمر عائدا ً بخيله في الطريق التي كان قد سلكها من جهتها الأخرى مهنئا ً نفسه بالاستقبال اللطيف الحي الذي لقيه في البقعة الواقعة تحت حكم طلال بن رشيد وكان أعظم خطر تعرض له في رحلته ينتظره في وادي السرحان … , فقد كان سائرا ً مع قافلة مؤلفة من مئة واثنين وتسعين مسلحا ً متوجهين إلى حوران ولكن نفرا ً من البدو من أفراد قبيلة الشرارات اتفقوا على سلب القافلة فأغاروا عليها يهزون الصفائح ويطلقون النار , ولكن القافلة بلغت المحطة بعد أن فقدت رجلين وجرح منها عشرة ونهب كل ما عندها وأصبحت في حاله يرثى لها فوزع ” غورماني” على من في القافلة خمسين كيلا ً من البلح وساعد في مداواة الجرحى الذين توفي أربعة منهم …”).

وهنا يتضح أن الخطر الذي يتهدد عابري وادي السرحان أكثر ما يتمثل في قبيلة الشرارات وإن الرحالة الغربيين وحتى القوافل المارة يستعينون بأدلاء من الشرارات معروفين لحمايتهم نظرا ً لاتساع رقعة مراعي هذه القبيلة كما هو الحال في ” جورج أغوست فالين ” و ” الليدي آن بلانت ” وغيرهم .. وقد تعرضت ” الليدي آن بلانت ” لهجوم من بشير بن ضبيعان كاد أن يعرض حياتها ومن معها للخطر .

وقد صاحب اتساع مراعى قبيلة الشرارات مثرة فى تعدد مواردهم فى الطبيق ووادى السرحان والخنفة ففى الطبيق ترى مغيراً وهى من موارد هذه القبيلة ، يقول الشاعر غاصب الأصوغ قبل أكثر من مائة سنة تقريباً :

 

يا عل مغيرا جوكم يالضباعين تلصف على الأقطاع لما نحيلي

 

يعود يجيها مدلهما من العين ردايما ً تدعي مغيرا تسيلي

 

والأصوغ هنا يذكرها على إعتبار أن هذا مورد يخص فخذ الضباعين من الشرارات لقرون خلت .

يقول الأصمعي ص161 في معجم البلدان ( مغرة بالفتح وهو الطين الأحمر , موضع في ديار كلب(

ومعروف أن هذا المورد ذو طينة حمراء فاتحة يتلون منها الرداء . ، وفى مورد مغيرا فى الوقت الحاضر مركز تابع لامارة القريات .

 

وفي معجم البلدان ورد العديد … حيث قال نصر : ( ماء لعميرة بطن من كلب) ،وقال الشيخ / حمد الجاسر في كتابه شمال غرب الجزيرة ( ويظهر أنة بقرب عراعر الذي لبني عميرة …) وتقول البادية أن عراعر هي من مناطق مغيرا وتسمى الآن بـ ” العريعريات،وطالما أن عشيرة العويمرات من الضباعين ينتهى نسبهم بعميرة احدى بطون كلب لهذا فان من المرجح أن العديد هو أحد مناهل مغيراً على اعتبار أن الأخير مورد قديم للضباعين .. (1)

 

__________________________

 

1 المعجم الجغرافى – القسم الثالث – ص 888 و 892 / حمد الجاسر .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى