الإبِل شفاء لمرضى الكبد والسرطان وغذاء للأطفال ومكمل غذائي للرجال
كتب: حاتم عبدالهادي السيد
منح المولى عز وجل الإبل قدرات عظيمة تمكنها على تحمل السير لمسافات طويلة، فوق تلال الرمال، كما وصف الجمل بأنه سفينة الصحراء لأنه الوحيد القادر على تحمل أهوال الصحراء، كما أنه يقوم بتخزين كميات كبيرة من الماء داخل بطنه، ولقد أعطاه المولى عز جل هذه المميزات، ليتحمل الجوع والعطش لأنه يسير مسافات كبيرة وسط الصحراء وقد لا يجد الماء نظراً لطبيعة الصحراء القاحلة.
خصائص وفوائد عديدة غذائية وعلاجية :
ويستطيع الجمل العطشان أن يشرب أكثر من مئة لتر من الماء دفعة واحدة، دون أن يحدث له أي ضرر، ولا تبقى هذه المياه في أمعائه، ولكنها تنساب داخل أنسجة جسمه فورا ويقوم بتخزينها لأي طارئ عبر الصحراء الشاسعة.
ويشتهر حليب الإبل بخصائصه العلاجية النافعة في مقاومة الأمراض كالسكري والسرطان فمن المعروف أنه يساعد على خفض جرعة الأنسولين اللازمة للتحكم بمستوى السكر في الدم. ومن الناحية العلمية يحتوى لبن الإبل على عناصر غذائية نظراً لتغذيتها على نباتات طبية أو صحراوية تتكون من بعض العناصر الكيميائية الهامة التي لها مردود إيجابي على الصحة الإنسان.
ويمكن أن يكون لها مردود إيجابى على مرضى السكر والكبد ومرضى الأمراض المزمنة ومرضى تليف الكبد، أو على الأقل تخفف من حدة الأمراض. ويحتوي الحليب على بروتينات شبيهة بالأنسولين. وتشير الدراسات إلى أن حليب الإبل يوفر ما يعادل 52 وحدة من الأنسولين لكل أربعة أكواب (1 لتر). كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الزنك، مما قد يساعد في تحسين حساسية الأنسولين.
وعن حليب الناقة يؤكد الدكتور محمد عبد الله المتخصص في النباتات الطبية والعطرية إلى أن حليب النياق مفيد جداً لجسم الإنسان فهو يقوي المناعة ويعتبر مادية قوية لمكافحة الأمراض والسرطان، ويعتبر علاجاً فعالاً لمرضى السكري والكبد لأن حليب النياق غني بالعديد من العناصر الغذائية الهامة للصحة العامة. كما يعالج حليب النياق الفيروسات الخطيرة مثل فيروس ( سي ) و بشكل عام يعتبر حليب النياق غذاء مفيداً ودواءً فعالاً وعن الإبل وفوائد حليبها.
يؤكد الباحث التراثي سليمان العياط بأن المجتمعات في المناطق الصحراوية التي تقوم بتربية الإبل تعظم من مكانة ألبان الناقة، لاستخدامها في علاج الكثير من الأمراض،. كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبة شديدة الحرارة دون أن يشعر بأي تعب أو ألم بواسطة هذا الخف السميك. ولهذا فقد صار الحيوان المناسب للصحراء عبر تاريخ الإنسان، ولا يستطيع سكانها الحياة بدونه واتخذوه وسيلة لانتقالهم، وهو يستطيع أن يقطع الصحراء مكتفيا بالطعام القليل والماء القليل.
الإبل عز القبيلة وتاج ثروتها ومفاخرها
لقد كانت القبيلة تقيس عز القبيلة وقوتها بعدد الإبل التي تمتلكها، فكلما كثر عددها أصبح للقبيلة شأن كبير. كما كانت في الوقت نفسه ثمناً للأفراح، فمهر العروس من النياق، وكلما زاد عدد النوق زاد قدر العروس، وقصة عبلة مشهورة ومعروفة للجميع، حين اشترط والدها على عنترة مئة من النوق المغاتير “العصافير”، الإبل في الأتراح ثمناً لوقوف الدم. وتدفع ديةً للقتل الخطأ غير المقصود، حسبما يقرره عقلاء القوم. أو حسبما اتفق عليه. إن للإبل فوائد كثيرة وعظيمة للبدوي عبر الصحراء الممتدة الشاسعة.