كتابنا

اللواء أحمد زغلول مهران يكتب…

 ملعقة الحرية

 

ما حدث فى سجن جلبوع الإسرائيلي وهروب عدد من الأسرى الفلسطينيين بواسطة أحد الأنفاق التي تم حفرها بواسطة “ملعقة الحرية”، ليُعيد إلى أذهان الأمة العربية قضيتنا الفلسطينية المنسية، فى ظل الأحداث التى تمر بها المنطقة العربية .. هل ستستمر قضيتنا مع الاحتلال الإسرائيلى فى طي النسيان، أم هذه الواقعة ستعيد للأذهان أن وطننا الجريح مازال يعانى الظلم والاضطهاد والسلب والنهب لمقدراته الطبيعية والبشرية؟.

 

يجب أن نعلم أن مخطط التقسيم والتفكيك لهذا الوطن المصطفى ما زال يتم إحكامه من قِبل بعض الدول العظمى التى تسعى لفرض سيطرتها على المنطقة العربية من أجل مصالحها. هل سنبقى هكذا نتنازل عن حقوقنا؟ يجب أن نتحد ونُنحي خلافاتنا المصطنعة التى تغرس جذورها الدول المستفيدة من هذه الخلافات، لنعود إلى سابق عهدنا أمة عظيمة، يحترمها ويبجّلها القاصى والدانى. هل سيبقى أبناؤنا من الأجيال الحالية مُغيبين عن الحقائق؟.

 

يجب على أهل العقد والمشورة أصحاب الفكر المستنير الذين يملكون الخبرات التاريخية والسياسية، أن يكون لهم دور مؤثر لخدمة قضيتنا بسرد الأحداث بكل جوانبها، حتى تكون أمام أعينهم، وليعلموا أن الاتحاد قوة والتفرقة ضعف ومهانة.. إلى متى سنبقى هكذا دُمى في أيدى الاستعمار الفكرى والاقتصادى؟.. هيا نُحيي الوحدة العربية، التى لطالما نادىٰ بها زعماء الأمة السابقون، وأن نعرض الواقع بكل شفافية ووضوح، حتى تتضح الأمور الخفية، التى لا يعلمها الكثير من أبناء الأمة الجريحة.

 

يا أبناء شعبنا الفلسطينى الحبيب، يجب أن ننظر إلى قضيتنا بمنظور آخر، ليس منظور المصالح الشخصية، الذى أوصلنا إلى هذا الوضع والذى جعلنا فى المربع رقم صفر، وجعل قضيتنا فى هذا الموقف الذى لا نُحسد عليه. يجب أن ندرس جيدًا ما يُحاك لنا من مكائد، حتى تكون قضيتنا ذكرىٰ. يجب أن نطوى صفحة الماضي ونتعانق ونتصافح من أجل مصلحة الوطن، ومصلحة الأجيال القادمة، ونبدأ فى بناء صروح الثقة، حتى يعلم المحتل أننا عُدنا لنستعيد حقوقنا المنهوبة، وأن قضيتنا الفلسطينية هى شغلنا الشاغل. آن الأوان أن يعيش أطفالنا حياة بلا خوف، يلهون ويسعون ويحلمون ويبتسمون كأى طفل لا يملك من هذه الدنيا سوى الابتسامة. بأيدينا نستطيع أن نحقق آمالهم وطموحاتهم، نحن أصحاب القرار فى اختيار الطريق الأنسب لعودة هذه الابتسامة. ويجب أن نستغل إجراءات إعادة إعمار غزة، لنرسل رسالة للعالم أجمع أننا أمة تمرض ولا تموت، وها نحن استعدنا عافيتنا لنحقق السلام الذى طالما نسعى إليه، سلام القوة لا سلام المهانة والاستسلام، لإجبار العالم أجمع على الوقوف بجانبنا، لنستعيد حقوقنا المسلوبة بتضميد الجراح، ووضع إستراتيجية نسير خلفها جميعًا كدولة فلسطينية موحدة وأمة عربية مُساندة، لإحياء مسيرة السلام القائم على إقامة الدولة الفلسطينية التى عاصمتها القدس الشرقية.

 

لن نحصل على حقوقنا إلا من خلال تعاطف المجتمع الدولى، وإحساسه بأننا وطن قوي له حقوق ومقدرات يسعى للحصول عليها. وكلّي ثقة فى أن زعماء الوطن العربي على قلب رجل واحد، للوقوف بجانب الشعب الفلسطيني وقيادته، حتى يعود كامل الأراضي المحتلة لحضن الأمة العربية.. لذا جاء المُنادي ليُنادي: هل من مُجيب؟. أجبروا العالم على النظر إلينا بنظرة التقدير التي نستحقها، للحصول على سلام عادل نسعد به، لتستمر عجلة التنمية والإعمار من أجل أجيالنا القادمة التي تستحق أن تعيش لتبني وتُعمّر بيدها، فأس النماء وليس معول الهدم.

 

إنني لا أسرد هذه السطور لكي أُشعر القارئ بأننا في موقف الضعف، ولكن أُريد أن أُشعره بخطورة الوضع، وأن قضيتنا الفلسطينية تحتاج إلى تضافر كل أطياف الشعب الفلسطيني للاتحاد لخدمة القضية المنسية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى