المزيد

تاريخ “زقاق المدق والنحاسين” في قلب القاهرة القديمة.. وهذا سبب التسمية

أميرة جادو

تعتبر القاهرة القديمة مركزًا زاخرًا بالتاريخ والحضارة الإسلامية، حيث تمتد شوارعها لتروي قصص أجيال من الحياة والعمل والتجارة. “زقاق المدق” هو أحد الأزقة التي تحمل بين جدرانها حكايات مفعمة بالتراث، يقع الزقاق بالقرب من شارع الصنادقية، ويرجع سبب تسميته إلى صوت “الدق” الذي كان يصدر نتيجة طحن حبوب العطارة يدويًا، وقد كان الزقاق مركزًا لصناعة العطارة، حيث تفوح الروائح العطرية منه لتصل إلى أبعد المناطق.

معالم الزقاق وأشهر سكانه

على مدخل الزقاق كانت توجد لافتة قديمة مكتوبة بخط اليد تشير إلى اسمه، لكنها سُرقت في وقت لاحق. واكتسب الزقاق شهرة كبيرة بفضل رواية “زقاق المدق” للأديب نجيب محفوظ، التي سلطت الضوء على الحياة اليومية فيه. عاش في هذا الزقاق عدد من العطارين البارزين، وكان مقصدًا لمختلف الزوار الباحثين عن منتجات العطارة الفريدة.

فنون النحاس وروح الصناعة اليدوية

يقع حي النحاسين في منطقة الحسين، ويعد من أهم الأحياء الحرفية في القاهرة. يعود اسم الحي إلى انتشار ورش النحاس التي ظهرت منذ العصر الفاطمي، حيث تخصص الحرفيون في نقش النحاس لتصنيع الأدوات المنزلية والتحف الفنية.

مهنة مبيض النحاس واندثارها

اشتهر الحي بتصنيع الأواني النحاسية مثل الصواني والأباريق، وكانت هذه الصناعات الفنية تجد طريقها إلى القصور ودور العبادة. ومع تطور الزمن وتغير المواد المستخدمة، حل الألومنيوم مكان النحاس، مما أدى إلى تراجع صناعة النحاس تدريجيًا. كما اختفت مهنة “مبيض النحاس” التي كانت تتطلب مهارات خاصة في طلاء الأواني، تاركة خلفها أثراً لا يزال قائماً في “حارة المبيضة”.

زقاق المدق بين الماضي والحاضر

تظل أزقة القاهرة القديمة مثل “زقاق المدق” و”حي النحاسين” شاهدًا حيًا على التاريخ والتراث. كل شارع يحمل بين جدرانه حكايات خاصة به، تمثل جزءًا من الهوية المصرية. وبرغم التغييرات التي طرأت على هذه المناطق، فإن روحها التراثية ما زالت حاضرة وتستحق أن تُروى للأجيال القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى