المزيد

قصر المشتى… جوهرة معمارية عباسية تجسد الإبداع والتاريخ في قلب الأردن

قصر المشتى، أحد أهم المعالم الأثرية العريقة، ينسب إلى الخليفة الأموي الوليد الثاني بن يزيد بن عبد الملك، ويقع على مقربة من العاصمة الأردنية عمان، تحديداً بالقرب من مطار الملكة علياء الدولي. يحيط بالقصر سور مربع الشكل، مدعوم بأبراج نصف دائرية وأبراج أسطوانية في الزوايا الأربع، وتبلغ أطوال كل ضلع من أضلاع السور حوالي 144 متراً، ما يضفي على البناء طابعاً متماسكاً وقوياً يعكس طراز العمارة الأموية.

يتميز قصر المشتى بتصميمه الفريد، حيث يحتوي على مجلس أمامي مجهز بغرف جانبية واسعة، ويتوسطه فناء مركزي واسع يضم حوض ماء ليضفي جمالاً وهدوءاً على المكان. تنطلق من القاعة الرئيسية ثلاثة أروقة عمودية تتصل بالجدار الرئيسي، ما يمنح القصر انسيابية وتناسقاً معمارياً رائعاً. كما أن للقصر بوابة رئيسية محاطة ببرج نصف دائري، ويعتمد بناؤه على الآجر المشوي، مما يعكس التقنية الهندسية المتطورة التي كانت شائعة في تلك الفترة، باستثناء واجهة القصر ومدخله.

واجهة القصر تبرز جمال الزخارف الفنية، حيث تتكون من إطار أفقي يمتد بطول الواجهة الرئيسية على ارتفاع ستة أمتار، ويقسم هذا الإطار إلى أربعين مثلثاً مزخرفاً، موزعة بتناسق يبرز الحرفية العالية، فتتجه قاعدة عشرين مثلثاً نحو الأسفل، بينما تتجه بقية المثلثات في الاتجاه المعاكس، مما يخلق تناغماً بصرياً رائعاً. وتُزيّن المثلثات زخارف منحوتة على شكل وردة، تتداخل فيها نقوش مستوحاة من المراوح النخيلية، ما يجعل واجهة القصر تحفة فنية تمثل أرقى ما وصلت إليه العمارة الإسلامية في ذلك الوقت.

هذا القصر الأثري هو رمز من رموز الإبداع المعماري، حيث يبرز جانباً من الحضارة الأموية وجمالياتها التي تدمج بين الوظائف العملية والزخارف الفنية، ليبقى قصر المشتى شاهداً على عبقرية التصميم والتنوع الثقافي العريق في قلب الأردن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى