كتابنا

عبد الحميد بن حميد بن عبد الله الجامعي يكتب: ڤيتو دول الإجرام المتوحشة الثلاث.. وطرد سفراءها

عبد الحميد بن حميد بن عبد الله الجامعي يكتب: ڤيتو دول الإجرام المتوحشة الثلاث.. وطرد سفراءها

كل يوم يمر علينا تزداد مواقف الدول البربرية والهمجية المتحضرة (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) وحشية، ويزداد صرفها وقبحها في وجه الإنسانية ووجه الحرية ووجه الحضارة، وكل ما تعلق بالأخيرة من مبادئ وقوانين دولية حاكمة، وفي وجه العالم عموما و العرب والمسلمين بشكل خاص.

من شدة نكايتها واستحقارها للإنسان العربي وملوكه وقياداته ودوله لم تكتف هذه الدول اليوم بمعارضة مقترح روسيا لفتح ممرات آمنة لإيصال الدواء والاحتياجات الإنسانية إلى غزة عارا عليهم وخزيا، بل استخدمت الڤيتو في وجهه، وليتها اعتدت بڤيتو واحد، ففيه كفاية، ولكنها أصرت على ثلاثة، قذىً في عيون العرب، وبصقا في وجوه حكامها وقياداتها.. في شكل من أشكال التحقير والإهانة الكبير لهم وللبشرية جمعا.

إن هذه الدول المجرمة تاريخا والمجرمة حاضرا بصورة قبيحة في الإنسان والإنسانية، ليس بينها وبين النازية الأوائل من فرق، إلا الطريقة فقط، فبينما الأوائل حرقوا في الأفران، فأولاء حرقوا بقنابل الفيسفور، والقنابل العنقودية، وغيرها من الأسلحة المحرمة، إلا أن القفص هو القفص، والأسر هو الأسر، والحرق هو الحرق، والقتل هو القتل، والموت هو الموت، غير أن هذه الدول الشقية تنحط والكيان الصهيوني المدلل دركة، فبينما لم يكن لليهود المحروقين في الهولوكوست على النازيين فضل ولا سابق خير، كان للفلسطينيين على قتلتهم (الصهاينة) اليوم في أجدادهم فضل، أولا بإيوائهم بعد هروبهم من ألمانيا النازية عبر البحر المتوسط إلى فلسطين، ثانيا بمشاركتهم الأرض وتسكينهم، فهولوكوست غزة اليوم أسوء من هلوكوست النازية يومئذ، والكيان الصهيوني وأمريكا وبريطانيا وفرنسا غيرها من دول الشر المارقة على الإنسان والقوانين الدولية اليوم أشد إجراما وأقبح حالا من النازيين يومها.

ليس هناك وصف قد يستوعب هذه الدول المجرمة في غطائها الحقير غير الإنساني، وضوئها الأخضر، ومشاركتها بالأسلحة والرجال لكيان عنصري إرهابي مجرم في إبادة أناس عُزَّل بدعوى التخلص من حماس، خارج كل الأطر القانونية والشرعية والإنسانية والأخلاقية.. ولم يسلم منهم بشر ولا حجر صغير ولا كبير، بسبب غطاء دول الطغيان والبغي (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) غير المحدود.. ولقد تُوِّج هذا التصويت الجائر، وعداد الڤيتو المستخدمة في مجلس الأمن بقصف مستشفى الأهلي المعمداني الليلة في غزة، والناس نيام، والمرضى يعانون، مستشفى يلوذ به الهاربون من إجرام هذه الدول وكيانها الغاصب، الخائفون على أطفالهم، اللاهثون وراء سقف يمنع عنهم صولة القنابل والصواريخ، فضلا عن المرضى والمصابين والطاقم الطبي الحامي الأمين على أرواح الناس وجراحاتها!

يزعمون أنهم يريدون حماس في كذبهم الأشِر وزعمهم المخادع… وحماس قاتلتهم على الأرض وهم يجدونها على الأرض.. فبدل النزول لها في الميدان، يمطرون المدنيين الأبرياء بالفسفور والبراميل الحارقة، ويتركون حماس وأفرادها من خوفهم منها ورعبهم من مواجهتها! إنها لمجموعة عصابة مجرمة في شكل دول وأنظمة، ومجموعة شلاتية لا يحكمها قانون ولا أخلاق!!!

نؤكد من جديد أن قواعد الاشتباك والحروب لا تبرر أبدا الإبادة التي تقوم بها دول العدوان الثلاث مع طرطورها الخائب وكل من قد يلوح ويصرح من الدول المتهافتة التافهة عديمة القيم كألمانيا واليابان وغيرهما، فالإبادة والخراب والظلم على أهل غزة لا تتحملهه حماس التي قامت بالواجب عليها بالدفاع عن أرضها ومقدساتها حسب القانون الدولي، وتعاملت مع الأسرى على ضوئه، فحماس ليس في المشافي والشوارع والمدارس والشقق، فهم أخوف على أهلهم من أيِّ ناعق زاعق مدعٍ الرحمة، من ثم فمواقعهم تكون خارج هذا كله لعدم إعطاء المجرم الصهيوني ذريعة، إلا أنه بإعطاء دول الإرهاب والإجرام الثلاث خاصة الضوء الأخضر له، وإرسال العدة والعتاد ومشاركته التخطيط والتنفيذ، فقد علا سقفه فعربد وزمجر غير مبال لا بقانون ولا أخلاق، وقد دأب على ذلك منذ نشأته، ولم يكن له ذلك الغطاء الذهبي كما له اليوم، فما بالنا باليوم!

نؤكد على ضرورة وجود ردة فعل قوية، تتناسب والإبادة الكائنة في حق من لهم الحق من إخواننا في فلسطين المظلومين المخذولين، وتتناسب والبصق المتتالي والمتكرر في وجه الحكام العرب وحكوماتهم والحرج الذي توقعهم به هذه الدول والكيان المحتل بينهم وبين شعوبهم، ومن تلكم الإجراءات الواجبة اليوم قبل الغد:

١- طرد سفراء دول الإجرام من دولنا العربية الثلاث (أمريكا وبريطانيا وفرنسا).. بدءا من أول دولة عربية تشرق عليها الشمس (عُمان) وانتهاء بمغربها، واتباع السبل المتاحة والممكنة إعلاميا وإجرائيا وحضاريا لبلوغ ذلك

٢- استدعاء سفراء الدول التي تلوح بدعم الكيان المجرم على نهج الدول الثلاث أعلاه، كألمانيا واليابان، وتنبيهم بأشد العبارات على موقفهم الجائر وتقديم الاعتراض، وفي كل الأحوال لا بد من موقف صارم مع هذه الدول من خلال سفاراتها وسفرائها

٣- مراجعة وضع الدول العربية وعضويتها في المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرهما لعدم فاعليتها، ودراسة تعليق عضويتها احتجاجا على المهانة التي تتعامل بها دول الإمبريالية المتكبرة والمتغطرسة مع الجنس العربي وملفات الدول العربية، متذكرين عصبة الأمم المتحدة قبل سقوطها.

٤- طرد سفراء الكيان الصهيوني من الدول العربية وإلغاء المعاهدات، والتي تصر على تطبيعها من الدول العربية فيتم معاملتها معاملة الكيان ولاية وبراءة، وطرد سفراءها ومقاطعتها، فليس مقاطعة قطر القريبة بأولى من مقاطعة أولاء.

٥- توثيق الجرائم وتقديمها لمحكمة العدل الدولية، ومطالبة إدانة قادة الكيان الصهيوني (نتنياهو) وأمريكا (بايدن) وبريطانيا (سوناك) كمجرمي حرب، ومحاكمتهم عليها.. ومن دخل معهم في الإجرام والتغطية من الدول الأخرى

٦- مقاطعة الممكن مما يتعلق بدول العدوان المجرمة وشركاتها وخنقها اقتصاديا.. من البلدان العربية وغير العربية عبر تثقيفهم عن قضية فلسطين والإبادة المروعة عليهم من هذه الدول المتعدية

٧- منع الطيران الصهيوني (المدني) من العبور في الأجواء العربية عامة وفي سلطنة عمان خاصة

٨- توحيد جبهة فلسطين لتكون لها مرجعية واحدة، وهي مرجعية المقاومة، وكل ما عدا ذلك يتم حله وتسريحه، فإن تعذر فيتم دحره ومحاربته، لأنه ربيب المحتل، وهو “حْبابه” وسيده، وإنما أوجد وسُلٍّح لخدمة المحتل والدفاع عنه وقمع الفلسطينيين، وإطالة أمد معاناتهم في الداخل والخارج

٩- تفعيل قانون تجريم كل تعامل مع الكيان المحتل، في أي شكل كان، عسكريا أو ثقافيا أو رياضيا أو غيرها

١٠- تصحيح قاموس الإعلام الرسمي والمنهج المدرسي بجعل العدو الصهيوني كما كان يعرف في السبعينات عدوا غاصبا/ غاشما/ محتلا إلخ، فهو لم يتقدم خطوة عن ٤٨، بل داس العرب بقدمه في ٦٧ وما زال، ورفض ما دون ذلك من اعتراف أو تنازلات قدمها له العرب منذ ذلك اليوم إلى اليوم (٤٠ سنة قبل حماس لم يقدم خطوة بل احتل أراضي عديدة عربية في ٦٧)

١١- رفض استقبال بايدن أو عقد أي قمة معه أو مع الدول المعتدية الأخرى قبل وقف العدوان على غزة، ونجدة المظلومين وإدخال المساعدات الانسانية والطبية، لا سيما بعد قصف مستشفى الأهلي المعمداني.. بدءا بالقمة الرباعية المزمعة في الأردن هذه الأيام

١٢- أن يخلى بين الشعوب وتعبيرها ومسيراتها ليشهد العالم معنى الإنسان العربي، ومعنى قضاياه، ومعنى إسلامه وغيرته على أهله وعرضه ومقدساته.

١٣- أن يتم إدخال المساعدات عنوة وبدعم الجيش العربي (المصري) وسلاحه الجوي، اليوم قبل الغد فهي من أرض عربية (مصر) إلى أرض عربية (غزة).

نؤكد ثالثا ورابعا وعاشرا ومليونا، أن من يتحمل هذا الإجرام والإبادة في غزة اليوم هما فريقان لا ثالث لهما؛ فريق العدوان المباشر من صهاينة ومن والاهم من دول سفاحة، تاريخها ملطخ بدماء الأبرياء؛ أمريكا، بريطانيا، وفرنسا ومن سيلحق ركبهم البائس، أما الفريق الثاني فالعرب والمسلمون بقدر مواقفهم، من تخاذل تخاذلا كاملا فهو من الصهاينة وإليهم، عدو لا خير فيه، ومن تلكأ فهو خائن العهد والمبدأ، يناله من خذلانه ما يستحق، لأن هذين الفريقين لو التزم أحدهما بالقانون الدولي والمبادئ، لرأينا وضعا أقل سوء مما نرى، ولو كلاهما استقام واحترم القانون الدولي والإنسان لما استطاع الكيان أن يقوم بالجرائم التي نرى كما نرى وبالكثافة والعنف القائم.. أما حماس فلا تتحمل إثم شَغٍّ في جدار مدني يقع فضلا عن تدمير مدنٍ وإبادتها وقتل شعب تهجيره،

أخيرا للدول العربية والمسلمين يقول لكم ربكم -لمن آمن منكم-: (وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّٗا وَٱجۡعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) النساء/ ٧٥… ويقول لكم سبحانه: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) الأنعام/ ٣٨… ويقول لكم إن تخاذلتم: (إِلَّا تَنفِرُواْ يُعَذِّبۡكُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا وَيَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيۡـٔٗاۗ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ) الأنعام/ ٣٩..

فمن كان منكم فيه أيها العرب -حكاما وقادة- نَفَسٌ، وله مهلة من عُمُرٍ في الحياة، فاللحظة فرصة لكم لتعيدوا مجدكم، وتغطوا على ما قد كان من خطإ وقع منكم، فالمقام مقام نصرة مظلوم، وليس كنصرة المظلوم من عمل يُذهب السيئات ويغفر الزلات، فإن فاتتكم هذه الفرصة فاعلموا أنه قد يكون وصلتم بما قدمتم إلى نقطة اللاعودة، والتي وصل فرعون إليها بما قدم، فحق عليه فيها حكم العزيز الجبار: ( إِنَّ ٱلَّذِينَ حَقَّتۡ عَلَيۡهِمۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ، وَلَوۡ جَآءَتۡهُمۡ كُلُّ ءَايَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُاْ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ) يونس ٩٦-٩٧، إن الظالم منكم سيلعنه التاريخ عند انتهاء صلاحيته في الدنيا لظلمه وسكوته عن الظلم، ولن يكون له إعلام ينافح عنه يومها ولا يبيض صفحته، ولا حرس يمنع عنه، ولا قصر يتزلف الناس إليه فيه.. هذا التاريخ.. أما الآخرة -آمن بها من آمن وجحدها من جحد- فسيكون موقف عظيم جلل، وخزي يومئذ وعار كبير، أسأل الله تعالى أن لا يكون من حكامنا من سبقت عليهم الشقوة، أو وصل إلى نقطة اللارجعة، وأنهم سينتفضون ملبين للحق، مُصِرِّين على تصحيح بوصلة الأمة برفع الظلم عن أهلنا في غزة وفلسطين، ويقال لهم حينها: عفا الله عما سلف، وإلا فلعنة الله على الظالمين!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى