«المسعودي» صقر القبائل.. لقب بـ «الكاميرا» لقدرته على حفظ مواقع العدو.. واستشهد وسط المواقع الإسرئيلية
الشيخ الشهيد حسين مسلم المسعودي حفظ مواقع الإسرائيليين ورسمها من ذاكرته
حاتم عبدالهادى السيد
على وجه سيناء ارتسمت ألاف القصص الأسطورية من بطولات أولاد مصر، خلال تحرير تراب الوطن في أكتوبر 73، وفي سياق البطولات استخدم الشعر البدوى كشيفرة لمنظمة سيناء العربية لقيام بدو سيناء بعمليات خلف خطوط العدو أثناء حرب الاستنزاف، ثم أنشىء السادات عام 1969م منظمة سيناء العربية والتى ضمت حوالى أكثر من 1000 متطوع من أبناء سيناء في الشمال والجنوب.
وكان من ضمن هؤلاء الأبطال الشيخ الشهيد حسين مسلم المسعودي شيخ قبيلة المساعيد, شهيد منظمة سيناء, الشهيد البطل تطوع بالعمل في منظمة سيناءالعربية سنة 1967, حيث تولي قيادة مجموعات العمل الفدائي, ونفذ عدة عمليات ناجحة ترتب عليها خسائر جسيمة في العدو, وقد استشهد أثناء قيامه ببطولات خارقة ضد معسكرات العدو الصهيونى في منطقة أبو العروق بسيناء تاريخ 13/7/1970 بعدما قام بعمل بطولي في التضحية والفداء شهد به العدو الإسرائيلي الغاشم .
وعن بطولاته تقول أ/ إيمان المسعودى إنه بعد انسحاب القوات المصرية من سيناء عقب هزيمة يونيو 1967 كانت هناك حاجة ملحة إلى وجود بديل عن الجيش الذى انسحب وكان لابد أن يكون هذا البديل مدرباً وعلي دراية بطبيعة المكان فكانت منظمة سيناء العربية، هي البديل عن الجيش أثناء فترة الاحتلال ولقد لعبت هذه المنظمة دوراً مهماً جدا في الوصول إلى نصر أكتوبر 1973 وكان يشرف على هذه المنظم المخابرات المصرية ولقد كان للشهيد حسين مسلم المسعودي دور بارز في هذه المنظمة.
وتضيف أن المسعودي كان على دراية بطبيعة المكان هناك وكانت له ذاكرة قوية تحفظ أدق التفاصيل وكان اسمه الحركي داخل المنظمة (الكاميرا) فقد كان يقوم بحفظ تفاصيل المواقع أثناء قيامه بالعمليات الفدائية.
ولفتت حفيدة البطل أنه في مساء 8 يونيو كلف مع مجموعة من زملائه بعملية فدائية داخل سيناء وتقدم هو المجموعه وأثناء زراعته لالغام أرضية أطلق عليه الاسرائيليون وابلاً من الرصاص وكتبت له الشهادة ووفقاً للبيان الصادر من المنظمة فقد كان أول شهداء منظمة سيناء العربية ولقد حصل على وسام الامتياز من الطبقة الأولي.
ولقد شارك أبناء قبيلة المساعيد في تأسيس منظمة سيناء العربية والتي أسسها الرئيس محمد أنور السادات عام 1969 م، وكان هدفها القيام بأعمال فدائية ضد المحتل الإسرائيلي الغاشم الذي استولى على أرض سيناء أثر نكسة يونيو عام 1967 م ، وكان من أبرز أبناء سيناء اللواء / محمد اليمانى مدير المخابرات الحربية في مصر – وهو أحد أبناء عائلة اليمانى بمنطقة بئر العبد وقراها – حيث أبلى رجال القبيلة بلاء حسنا وكبدوا المستعمر الغاشم الخسائر الفادحة وكان من المساعيد حوالي 37 فرداً ويعاونهم أغلب رجال قبيلة المساعيد البالغ عددهم آنذاك حوالي عشرة آلاف من الشباب والرجال.
كما شاركت المرأة المسعودية في انتصارات عام 1973 م كذلك، وساعدت الجنود والرجال على الجبهة والذين يقومون بعمليات الإمداد والتموين والعمليات الفدائية داخل أراضي سيناء ، ولعل وجود قبيلة المساعيد بالقرب من قناة السويس أو خط النار المشتعل بلغة العسكريين قد جعل غالبية القبيلة يشاركون في الحرب ويستبسلون في الدفاع عن الديار المصرية ، فأنعم بهم من رجال حاربوا المستعمر الإسرائيلي وكبدوه الخسائر الفادحة، وعاونوا قواتنا المسلحة في الحرب، بأرفع الأوسمة العسكرية وأنواط الشجاعة والواجب العسكري ليدلل إلي أن المساعيد رجال في السلم ورجال في الحرب، ورجال في وقت الشدائد والأزمات، ولهذا ليفخر المساعيد ما شاء لهم أن يفخروا بهذه الوطنية وهذه الشجاعة، حيث بذلوا المال والدم والشهداء ودفعوا ضريبة الانتماء من دمائهم الذكية التي سالت على رمال سيناء لتخلد للأجيال قصص البطولة الوطنية وليعلم الأطفال من أبناء المساعيد وكل أبناء سيناء ومصر كلها أن المساعيد كقبيلة لها كل الفخر، ولعل وجود ( 37 ) عضو من أبناء المساعيد في جميعة مجاهدي سيناء ومنظمة سيناء العريش لهو الفخر لكل أبناء القبيلة.
كما كان منهم الأدلاء وقصاص الأثر والذين ساهموا في إرشاد رجال القوات المسلحة المصرية لأماكن ودبابات العدو فتم تدميرها، فليفخر المساعيد ، وليفخر أبناء سيناء بدواً وحضراً بهذه الشجاعة والبطولة التي كانت لقبائل سيناء في السلم والحرب وفي صنع الانتصارات.
إن تاريخ بطولات أبناء سينا لهو تاريخ مشرف لكل أبناء سيناء ، فقد اشتركت في المعركة كافة القبائل من شمال الجزيزة وجنوبها ، وكافة أبناء الحضر، وهنا لا بد أن نذكر أول شهيد لها وهو الشيخ حسين مسلم من قبيلة المساعيد.