وطنيات

ملحمة العبور العظيم.. كيف حطم الجيش المصري أسطورة خط بارليف في حرب أكتوبر 1973

في السادس من أكتوبر عام 1973، نقش الجيش المصري ملحمة خالدة في تاريخ الأمة العربية تحت قيادة الرئيس الراحل محمد أنور السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى جانبه الفريق أحمد إسماعيل وزير الحربية، والفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان الحرب، واللواء محمد عبد الغني الجمسي رئيس غرفة العمليات هؤلاء القادة، بحنكتهم وتصميمهم، قادوا جيشًا مصريًا من حديد الإرادة لاستعادة الأرض وكسر غطرسة العدو.

كيف حطم الجيش المصري أسطورة خط بارليف

كانت المواجهة مع كيان مغتصب متسلح بأحدث الأسلحة الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية، وبدعم مطلق من الولايات المتحدة، ذلك القطب العالمي المتغطرس جيش العدو، الذي انتفخ بانتصاره المزعوم في يونيو 1967، احتل أراضٍ تفوق أربعة أضعاف مساحته، فتمركز في الشمال بمرتفعات الجولان الوعرة، واعتمد في الجنوب على قناة السويس كحاجز مائي صعب، مدعوم بخط بارليف المنيع، الذي ضم 35 قلعة محصنة وسواتر ترابية عالية وخطوط دفاع متتالية وأكثر من 300 دبابة جاهزة للتحرك.

مع بداية السادس من أكتوبر، انطلقت شرارة التحرير مئة ألف جندي مصري، مدعومون بألف دبابة ومئتي طائرة، تقدموا كالإعصار لعبور قناة السويس متحدين الحواجز، ورغم أن أسلحتهم الروسية كانت متأخرة عن ترسانة العدو بأجيال، فإن عزيمتهم لم تهتز، كما توقع السوفييت خسائر تصل إلى 30%، لكن الجيش المصري أنجز العبور بخسائر لم تتجاوز 1 إلى 2%، في ضربة أذهلت العالم.

تحت نيران العدو صمدت المشاة المصرية، تحمل صواريخها على الأكتاف في مواجهة دبابات ومواقع محصنة، وفي الوقت نفسه، كان المهندسون يفتحون الثغرات في الساتر الترابي وينصبون الكباري تحت القصف، وبعد خمس ساعات وخمسين دقيقة فقط، عبرت أول دبابة مصرية إلى الضفة الشرقية، وفي بعض القطاعات استمر العبور حتى 18 ساعة، لكن الإرادة لم تلن، وفي غضون يومين انهار خط بارليف إلا في موقعين فقط، فيما تحطمت دبابات الدفاع الأول للعدو.

أما في السماء، فقد حاول سلاح الجو الإسرائيلي استهداف قوات العبور في اللحظات الأولى، غير أن حائط الصواريخ المصري الذي امتد من غرب القناة حتى 15 كيلومترًا شرقها كان لهم بالمرصاد، وأسقط العشرات من الطائرات، ومع حلول العصر، أصدرت رئاسة أركان العدو أمرًا مذلًا لطياريه: “لا تقتربوا من القناة لمسافة 15 كيلومترًا”، لقد كان ذلك انتصارًا ساحقًا لقوات الدفاع الجوي المصري الذي أربك العدو وكسر أنفه.

في الثامن من أكتوبر، حشد العدو احتياطياته وشن هجومًا ضاريًا بألف دبابة على الجبهة المصرية في سيناء، لكن الجيش المصري واجه هذا الهجوم بتخطيط عبقري وبسالة لا مثيل لها، فسُحق الهجوم في كل المحاور، وكانت الخسائر كارثية على العدو، ففي قطاع واحد، دُمرت 30 دبابة في أقل من نصف ساعة، وفي لحظة تاريخية أسر الجيش المصري العقيد عساف ياجوري، الذي ظهر على شاشات التلفزيون المصري مساء ذلك اليوم، رمزًا لانهيار أسطورة التفوق الإسرائيلي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى