مرأه بدوية

أم ياسر… أول بدوية تكسر الحواجز في صحراء سيناء

أسماء صبحي– في مجتمع اعتاد أن يحصر دور المرأة في حدود البيت ورعاية الأسرة. خرجت أم ياسر من قلب الصحراء السيناوية لتثبت أن المرأة البدوية قادرة على أن تكون رائدة وصانعة تغيير. وهي أول امرأة بدوية تعمل مرشدة سياحية في سيناء، لتفتح بابًا جديدًا لتمكين المرأة في واحدة من أكثر البيئات تحفظًا في مصر.

من هي أم ياسر؟

تنتمي أم ياسر إلى إحدى قبائل جنوب سيناء. عاشت طفولتها في بيئة بدوية تقليدية حيث التعليم محدود للنساء. لكن شغفها بالطبيعة وجبال سيناء دفعها لتعلّم لغات والتواصل مع الزائرين.

في وقت كان من المستحيل تقريبًا أن ترى امرأة بدوية تقود مجموعة سياحية كانت هي تخطط لتغيير هذه الصورة. حتى أصبحت أول مرشدة سياحية بدوية تُرافق السائحات في جولات عبر الصحراء

التحديات التي واجهتها

لم يكن الطريق سهلاً أمامها:

  • العادات والتقاليد: المجتمع البدوي لا يقبل بسهولة فكرة عمل المرأة في مجالات عامة.
  • النظرة الذكورية: واجهت رفضًا من رجال قبيلتها الذين اعتبروا عملها “خروجًا عن المألوف”.
  • غياب الدعم: لم يكن هناك نساء سابقات لتستند إلى تجربتهن، فكانت رائدة تسير في طريق جديد تمامًا.

لكنها استطاعت بالصبر والإصرار أن تكسب ثقة أسرتها، ثم مجتمعها، حتى أصبحت نموذجًا يُحتذى به.

دورها في السياحة البيئية

تعمل أم ياسر اليوم على قيادة مجموعات سياحية صغيرة من النساء الأجنبيات والمصريات. حيث تأخذهن في جولات جبلية وصحراوية وتروي لهن قصص القبائل وعاداتها. كما تقدم لهن أكلات بدوية أصيلة مثل العصيدة والمندي.

بهذا، لا تقتصر مهمتها على الإرشاد السياحي فحسب. بل تصبح سفيرة للثقافة البدوية تنقل صورة إيجابية عن مجتمعها للعالم الخارجي.

ويقول الدكتور خالد الشناوي، الباحث في شؤون التنمية السياحية: “ما قامت به أم ياسر يمثل تحولًا تاريخيًا في دور المرأة البدوية في سيناء. فهي لم تفتح بابًا جديدًا فقط أمام النساء للعمل في السياحة. بل قدّمت صورة جديدة للمرأة المصرية أمام السائح الأجنبي”.

وتابع: “قصتها دليل حي على أن التنمية السياحية يمكن أن تلتقي مع تمكين المرأة، لتصبح التجربة أكثر إنسانية وتكاملًا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى