لقمان الحكيم صوت الحكمة الخالد عبر الأزمان

يعد لقمان الحكيم من الشخصيات البارزة التي ارتبط اسمها بالحكمة والفطنة، حيث عُرف بلقمان بن ياعور، وتعددت الروايات حول أصله، فقيل إنه من أهل النوبة في مصر، كما قيل إنه ابن أخت النبي أيوب أو ابن خالته، أما مهنته فقد تضاربت الأقوال بشأنها، فهناك من رأى أنه كان خياطًا، وآخرون قالوا إنه عمل نجارًا أو راعيًا، عاش في زمن النبي داود قبل نبوته، ونهل من علمه وحكمته، مما جعله من أعقل الرجال وأكثرهم فطنة.
من هو لقمان الحكيم
وهب الله لقمان حكمة عظيمة جعلته مستشارًا وقاضيًا لبني إسرائيل، وقد عُرف بذكائه الحاد وقدرته الفائقة على حل المنازعات، ومن القصص التي تعكس براعته أن سيده أمره يومًا بذبح شاة وإحضار أطيب ما فيها، فأحضر القلب واللسان، ثم طلب منه في اليوم التالي أن يأتي بأخبث ما فيها، فاختار القلب واللسان أيضًا، وعندما سأله عن ذلك، أجابه قائلًا إنهما أطيب الأعضاء إن طابا، وأخبثها إن فسدا، فأُعجب سيده بحكمته وأمر بتحريره، وبعدها انتقل إلى فلسطين في عهد بعثة النبي داود، وعمل أجيرًا لديه، حتى لاحظ داود عمق حكمته فعينه قاضيًا لبني إسرائيل، ثم صار قاضي القضاة لما تميز به من رجاحة العقل وبعد النظر.
خلد التاريخ لقمان بحكمته التي خلدها القرآن الكريم في سورة تحمل اسمه، حيث سجلت وصاياه الخالدة التي وجهها لابنه، ومن أبرزها قوله لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم، وهذه الكلمات التي نطق بها قبل قرون طويلة ما زالت تُلهم الأجيال بقيمها العميقة التي تدعو للتوحيد والصلاح والعدل، فبقيت حكمته إرثًا خالدًا تتناقله الألسن جيلاً بعد جيل.