عائلة بنجلون: تاريخ عريق وتأثير مستمر في المغرب

أسماء صبحي
تعد عائلة بنجلون من أبرز العائلات المغربية التي تركت بصمة واضحة في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة. وتعود أصول هذه العائلة إلى مدينة فاس، العاصمة الروحية والعلمية للمغرب. حيث استقرت منذ قرون وأسهمت في تشكيل تاريخ البلاد.
أصول عائلة بنجلون
تعود جذور العائلة إلى أصول عربية، وقد حظيت بتقدير المخزن (السلطة الحاكمة) في المغرب منذ القرن التاسع عشر. وكان طالب بنجلون، المتوفى عام 1842، مستشارًا حميمًا ووزيرًا للمالية. مما يعكس المكانة الرفيعة التي كانت تحظى بها العائلة في ذلك الوقت.
برزت العائلة بشكل لافت في المجال الاقتصادي، خاصة خلال القرن العشرين. ويعد عثمان بنجلون من أبرز رجال الأعمال المغاربة. حيث يرأس مجموعة مالية وصناعية كبيرة تشمل البنك المغربي للتجارة الخارجية (BMCE) وشركات أخرى في مجالات التأمين والاتصالات. كما تعد هذه المجموعة من الركائز الأساسية للاقتصاد المغربي. وتمتد أنشطتها إلى العديد من الدول الأفريقية، مما يعكس رؤية العائلة التوسعية وتأثيرها الإقليمي.
الإسهامات الثقافية والاجتماعية
لم تقتصر إسهامات العائلة على المجال الاقتصادي فحسب، بل امتدت إلى المجالات الثقافية والاجتماعية. وتعد العائلة من الداعمين الرئيسيين للفنون والثقافة في المغرب، من خلال تمويل المشاريع الثقافية والفنية. والمساهمة في الحفاظ على التراث المغربي. كما أن للعائلة دورًا بارزًا في العمل الخيري، حيث تدعم المبادرات الاجتماعية والتعليمية والصحية. مما يعكس التزامها بتطوير المجتمع المغربي.
مع مرور الزمن، واجهت العائلة تحديات عديدة، خاصة في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدها المغرب. ورغم ذلك، استطاعت العائلة التكيف مع هذه التغيرات والحفاظ على مكانتها المرموقة في المجتمع المغربي. كما يعد نجاح العائلة في التكيف مع المتغيرات دليلًا على مرونتها وقدرتها على الابتكار، مما ساهم في استمرار تأثيرها عبر الأجيال.
ويقول الدكتور محمد الناصري، أستاذ التاريخ الاقتصادي بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن عائلة بنجلون تعد مثالًا حيًا على العائلات المغربية التي استطاعت المزج بين الحفاظ على التراث والانفتاح على الحداثة. كما إن إسهاماتها المتنوعة في الاقتصاد والثقافة تعكس دورها المحوري في تشكيل المشهد المغربي الحديث.
وأضاف أن العائلة تجسد نموذجًا للعائلات المغربية العريقة التي أسهمت في بناء المغرب الحديث. ومن خلال إسهاماتها المتنوعة في مجالات الاقتصاد والثقافة والعمل الاجتماعي، تركت العائلة بصمة لا تمحى في تاريخ البلاد، ولا تزال تلعب دورًا فاعلًا في تطوير المجتمع المغربي.