المزيد

مسجد قباء: وجهة إسلامية تجمع بين عبق التاريخ وروعة التصميم

تتميز المملكة العربية السعودية تتميز بتنوع سياحي مذهل يجعلها واحدة من أفضل الوجهات العالمية، حيث تزخر بمواقع تاريخية، ومحميات طبيعية، وشواطئ خلابة توفر تجارب لا تنسى لزوارها. ومن بين تلك المعالم الفريدة التي تحكي عبق التاريخ الإسلامي، يبرز مسجد قباء بالمدينة المنورة، أول مسجد بني في الإسلام، ليكون شاهداً على أصالة التاريخ وعظمة التراث.

قباء.. البداية المباركة للإسلام

يعد مسجد قباء أول مسجد أسسه الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الإسلام. عندما وصل إلى المدينة المنورة مهاجراً من مكة، قام بتحديد موقعه بيده الشريفة، وشارك الصحابة في وضع أحجاره الأولى. كان النبي الكريم يتردد على مسجد قباء للصلاة فيه، واعتاد زيارته أيام السبت، مشجعاً على الصلاة فيه. وردت في فضل الصلاة بمسجد قباء أحاديث نبوية كثيرة، منها: “من تطهّر في بيته وأتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة فله أجر عمرة”.

يحتل مسجد قباء مكانة خاصة كأحد أكبر مساجد المدينة المنورة بعد المسجد النبوي الشريف. يتوافد إليه الزوار والمصلون من أنحاء العالم، لما له من فضل وأهمية. على مر العصور، حظي المسجد باهتمام خاص، حيث جُدد في عهد الخليفة عثمان بن عفان، ثم الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي أضاف إليه رحبة وأروقة وأول مئذنة. كما شهد عدة عمليات ترميم في عهود مختلفة، منها ما قام به أبو يعلى الحسيني وجمال الدين الأصفهاني، وصولاً إلى العصر العثماني الذي شهد تحديثات عديدة للمسجد.

نقلة نوعية لمسجد قباء

حظي مسجد قباء برعاية واهتمام كبيرين. خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – أمر بإعادة بنائه عام 1405هـ، حيث تمت مضاعفة مساحته مع الحفاظ على معالمه التراثية بدقة متناهية. تم ضم الأراضي المجاورة، وبني المسجد بتصميم يمزج بين الأصالة والحداثة. أضيفت أربع مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 47 متراً، وأعيد بناء المسجد بشكل يضم رواقين متصلين بساحة مكشوفة وسطية.

يبرز التصميم الهندسي للمسجد أصالته، إذ يضم سطح المسجد 62 قبة بأحجام مختلفة، منها 6 قباب كبيرة بقطر 12 متراً، و56 قبة صغيرة بقطر 6 أمتار، مدعومة بأقواس وأعمدة ضخمة. كسيت أرضية المسجد وساحاته بالرخام العاكس للحرارة، وزودت بمظلات آلية حديثة تفتح وتغلق حسب الحاجة.

بلغت مساحة المصلى وحده 5035 متراً مربعاً، بينما وصلت مساحة المسجد ومرافقه إلى 13500 متر مربع بعد التوسعة، مقارنة بمساحته السابقة التي كانت لا تتجاوز 1600 متر مربع. كما أضيفت مكتبة ومنطقة تسوق لخدمة الزوار، ما يجعل مسجد قباء اليوم معلماً إسلامياً يجسد عراقة الماضي وروعة الحاضر، ويظل وجهة أساسية لكل من يزور المدينة المنورة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى