“قلعة صلاح الدين” جوهرة التاريخ والإبداع العسكري الإسلامي
كتبت شيماء طه
تُعد قلعة صلاح الدين، الواقعة في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، واحدة من أعظم الشواهد على العمارة العسكرية الإسلامية في العصور الوسطى.
بُنيت القلعة فوق قمة جبلية شاهقة ترتفع حوالي 700 متر عن سطح البحر، محاطة بغابات كثيفة وأودية عميقة تجعلها تحفة استراتيجية ودفاعية فريدة.
تاريخها وتأسيسها
يعود تاريخ القلعة إلى العصور القديمة، حيث أُنشئت أساساتها لأول مرة على يد البيزنطيين واستخدمها الصليبيون بعد احتلالهم المنطقة.
في عام 1188، حررها القائد الإسلامي صلاح الدين الأيوبي، ومن هنا جاءت تسميتها نسبة إليه.
لعبت القلعة دورًا محوريًا في حماية المنطقة والسيطرة على الطرق التجارية والعسكرية الممتدة بين الساحل السوري والداخل.
تصميمها المعمارى
تتميز القلعة بتصميمها المعماري الفريد الذي يجمع بين الابتكار العسكري والجمال المعماري.
تشمل القلعة أبراجًا ضخمة، وأسوارًا متينة، وخنادق طبيعية وصناعية تعزز مناعتها ، أبرز معالمها :
“الخندق العظيم”
خندق محفور في الصخر يفصل القلعة عن الجبل الرئيسي، بعمق يصل إلى 28 مترًا وعرض 18 مترًا.
“الأبراج الدفاعية”
تضم القلعة العديد من الأبراج المخصصة للمراقبة والرماية، ومنها برج الحراسة الشاهق المطل على الوادي.
“المرافق الداخلية” تحتوي القلعة على قاعات سكنية، ومساجد، وصهاريج مياه ضخمة لتلبية احتياجات السكان أثناء الحصار.
أهميتها الإستراتيجية
كان موقع القلعة الجغرافي يجعلها مركزًا استراتيجيًا لحماية الطرق الحيوية والتحكم في المناطق المحيطة.
وبعد تحريرها من قبل صلاح الدين، أصبحت رمزًا للصمود الإسلامي في وجه الحملات الصليبية، وعلامة على براعة التخطيط العسكري في تلك الحقبة.
تُعد قلعة صلاح الدين اليوم واحدة من أهم المعالم التاريخية في سوريا، وقد أُدرجت في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 2006، جنبًا إلى جنب مع قلعة الحصن.