أول شرارة إعلامية في مصر البداية التي صنعت التاريخ
كتبت شيماء طه
شهدت مصر إطلاق أول شرارة إعلامية مع صدور صحيفة “الوقائع المصرية” في عام 1828، والتي تُعد أول جريدة رسمية في البلاد، وأحد أبرز ملامح النهضة الفكرية التي قادها محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة.
جاء إطلاق الصحيفة كجزء من مشروعه الطموح لبناء دولة قوية قائمة على المعرفة ونقل الأفكار الحديثة إلى الشعب المصري.
“الوقائع المصرية” كانت تصدر باللغتين العربية والتركية، وكانت تُطبع في مطبعة بولاق التي أسسها محمد علي باشا أيضًا، وهي أول مطبعة حديثة في مصر.
خُصصت الصحيفة لتوثيق القرارات الرسمية وأخبار الدولة ونشر المقالات العلمية والثقافية، ما جعلها أداة مهمة للتواصل بين الحكومة والمواطنين، ووسيلة لنشر التعليم والمعرفة في وقت كانت فيه الأمية منتشرة.
ومع مرور الزمن، تطور الإعلام المصري وازدهر، حيث شهدت البلاد تأسيس العديد من الصحف المستقلة والحزبية التي لعبت دورًا كبيرًا في تشكيل الرأي العام والمشاركة في الحراك السياسي والاجتماعي.
ومع دخول القرن العشرين، توسع المشهد الإعلامي المصري ليشمل الإذاعة عام 1934، والتلفزيون عام 1960، ما عزز دور الإعلام في التنوير والتأثير على المجتمع.
اليوم، تقف مصر كواحدة من الدول الرائدة في مجال الإعلام العربي، بفضل تاريخها الطويل وتجربتها العريقة التي بدأت بشرارة “الوقائع المصرية”، وإستمرت لتصنع إعلامًا متنوعًا ومؤثرًا يعكس تطور الأمة .