تاريخ ومزارات

الملكة أحمس نفرتاري: أيقونة المجد في مصر القديمة

أسماء صبحي 

تعتبر الملكة أحمس نفرتاري واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ مصر القديمة. التي عاشت خلال الفترة الانتقالية بين نهاية الأسرة السابعة عشرة وبداية الأسرة الثامنة عشرة. والتي يطلق عليها بداية عصر الدولة الحديثة.

ولدت أحمس نفرتاري في كنف أسرة ملكية وبرزت بدورها كزوجة الملك أحمس الأول، الذي قام بطرد الهكسوس وتأسيس عصر جديد من الوحدة والاستقرار في مصر.

مكانة الملكة أحمس نفرتاري

لم يكن دور أحمس نفرتاري مقتصرًا على كونها زوجة للملك، بل كانت شريكة رئيسية في اتخاذ القرارات المهمة. وعملت كوصية على ابنها الملك أمنحتب الأول، وساهمت في إرساء قواعد الدولة الحديثة. كما دعمت المشاريع المعمارية الكبرى، مثل المعابد التي خُلِدت فيها صورها واسمها.

وتعد الملكة من أوائل الملكات التي حظيت بلقب “زوجة الإله آمون”، وهو لقب ذو دلالات دينية عميقة يدل على دورها كوسيط بين الشعب والآلهة. وكان هذا اللقب تأكيدًا لمكانتها الدينية البارزة، وجعلها إحدى أهم النساء اللاتي ساهمن في إعادة إحياء الديانة المصرية.

دعمها للتعليم والمشروعات المعمارية

لعبت الملكة دورًا كبيرًا في تعزيز التعليم والثقافة في مصر القديمة. حيث كانت راعية للمشروعات التي ساعدت في إعادة بناء المعابد والمؤسسات التعليمية التي دمرت خلال غزو الهكسوس. ويعتقد أنها قدمت دعماً كبيراً للكهنة والحرفيين لضمان استمرار التقاليد الدينية والفنية. ومن أهم إنجازاتها المعمارية مساهمتها في تأسيس معبد الكرنك الذي أصبح رمزًا للقوة الروحية والسياسية لمصر.

ومن جهته، يقول الدكتور محمد صالح، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن أحمس نفرتاري كانت أكثر من مجرد ملكة. لقد مثلت رمزا للانتقال من فترة الانقسام إلى عصر الازدهار. إن مكانتها الثقافية والدينية تؤكد دور النساء في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر القديمة”.

وأضاف أن أحمس نفرتاري، أصبحت نموذجًا يحتذى به للملكات اللاتي جئن بعدها. وأثرت مكانتها السياسية والدينية على أدوار الملكات في الدولة الحديثة، حيث أصبحت الألقاب الدينية والسياسية جزءًا من تقاليد الحكم. كما أن تمجيدها كشخصية شبه إلهية بعد وفاتها يظهر تأثيرها العميق في الثقافة المصرية القديمة. وما زالت صورتها محفوظة على جدران العديد من المعابد كرمز للأمومة والحكمة والسياسة الحكيمة.

وتابع: “كانت أحمس نفرتاري شخصية استثنائية في التاريخ المصري، تجمع بين القوة السياسية والدينية. إرثها الخالد يعكس أهمية دور المرأة في بناء الحضارة المصرية القديمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى