المزيد

توت عنخ آمون ملك الأسرار الذهبية

كتبت شيماء طه

يعد الملك توت عنخ آمون أحد أكثر ملوك مصر القديمة شهرة وأسراراً.

ورغم أن فترة حكمه كانت قصيرة نسبيًا، إلا أن اكتشاف مقبرته في وادي الملوك عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، أحدث ثورة في علم المصريات ولفت انتباه العالم إلى الحضارة المصرية القديمة.

خلفية تاريخية

تولى توت عنخ آمون العرش وهو في سن التاسعة تقريباً، بعد وفاة والده الملك أخناتون، صاحب الثورة الدينية في مصر القديمة الذي جعل عبادة الإله “آتون” المركزية في الديانة المصرية، متخليًا عن عبادة آمون.

وعندما أصبح توت عنخ آمون ملكاً، أعاد البلاد إلى الديانة التقليدية، وأرجع العاصمة إلى طيبة، مما ساهم في استقرار البلاد بعد فترة اضطراب ديني وسياسي.

حياة توت عنخ آمون

تزوج توت عنخ آمون من عنخ إسن آمون، التي كانت على الأرجح شقيقته غير الشقيقة. رغم أنهما لم يرزقا بوريث، فقد تم العثور على جثتي جنينين محنطين في مقبرة الملك، مما يشير إلى أن الملكة ربما فقدت أطفالًا أثناء الحمل.

وفاته وأسرار وفاته

توفي توت عنخ آمون في سن صغيرة، حيث يعتقد العلماء أنه توفي في حوالي التاسعة عشرة من عمره، غير أن أسباب وفاته لا تزال محل جدل ونقاش. البعض يعتقد أنه قد يكون مات نتيجة مرض، بينما يشير البعض الآخر إلى احتمال تعرضه لحادث أو حتى عملية اغتيال.

من خلال الفحوص الحديثة باستخدام الأشعة المقطعية وتحليل الحمض النووي، وُجد أن الملك كان يعاني من عدة أمراض، منها الملاريا وعيوب وراثية قد تكون ناجمة عن زواج الأقارب.

اكتشاف المقبرة

كانت مقبرة توت عنخ آمون واحدة من أكثر الاكتشافات الأثرية إثارة، حيث عُثر على كنوز فريدة وساحرة ما زالت تذهل العالم.

كانت المقبرة محتوية على أكثر من 5,000 قطعة أثرية، منها العرش الذهبي، وأسلحة، وأدوات حياته اليومية، بالإضافة إلى التابوت الذهبي الذي يحتوي على مومياء الملك.

القناع الذهبي

يعد قناع توت عنخ آمون الذهبي أحد أهم وأشهر قطع المقبرة، وهو مصنوع من الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة ويزن حوالي 11 كيلوجراماً.

القناع يمثل وجه الملك بشكل مذهل ودقيق، ويعكس براعة المصريين القدماء في الصياغة والنحت.

أصبح توت عنخ آمون رمزاً عالمياً للحضارة المصرية القديمة، ولعب دوراً مهماً في إعادة إحياء الاهتمام العالمي بهذه الحضارة.

جابت كنوزه العالم ضمن معارض متحفية، جذبت الملايين وشجعت على فهم أعمق لمصر القديمة.

كما أن الدراسات المتتالية حول حياته ومماته ألهمت العديد من الأبحاث والكتب والأفلام، مما جعله أحد الشخصيات الأكثر شهرة في التاريخ.

الإرث الحضاري لتوت عنخ آمون

رغم وفاته المبكرة، ترك توت عنخ آمون إرثاً عريقاً لا يتمثل فقط في كنوزه المبهرة، بل أيضاً في دوره في إعادة مصر القديمة إلى عبادتها التقليدية وإعادة الاستقرار السياسي والديني في البلاد.

تبقى مقبرته وقناعه الذهبي وسائر مقتنياته مثالاً على عظمة المصريين القدماء، ورمزاً للكنوز الحضارية التي لا تزال تحكي قصة مصر القديمة وأسرارها الخالدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى