خبراء: المنطقة على شفا انفجار بعد التصعيد الإسرائيلي الأخير في لبنان
يرى محللون سياسيون وخبراء أن التوتر بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني يتصاعد بشكل مستمر. خاصة بعد استهداف إسرائيل لشبكة الحزب الداخلية واغتيال عدد من قياداته البارزين، مثل إبراهيم عقيل وأعضاء من قوة الرضوان. وهذا التصعيد يعزز المخاوف من أن الوضع في المنطقة قد يؤدي إلى تفكك بعض الدول.
التصعيد الإسرائيلي وخرق الاتصالات
أوضح السياسي اللبناني محمد موسى، أن إسرائيل نجحت في اختراق أجهزة الاتصال اللاسلكي في لبنان، مما أدى إلى وقوع آلاف الإصابات، بالإضافة إلى إصابات خطيرة في العيون. وأشار إلى أن هذا النجاح لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة تخطيط طويل من الموساد الإسرائيلي. وتابع بأن هناك تحقيقات جارية على مستويات متعددة، من بينها تحقيقات الدولة اللبنانية وحزب الله لفهم تفاصيل هذا الاختراق.
وأضاف موسى، أن هذه العملية تعتبر نقطة تحول كبيرة، حيث سيتغير الكثير بعد هذا الاختراق الذي كشف عن نقاط ضعف كبيرة. ورغم امتلاك “حزب الله” لشبكات أخرى، إلا أن الوضع العسكري واللوجستي للحزب الآن قيد التقييم، مع ترقب لتصاعد الأحداث الميدانية.
التصعيد السياسي والتوترات الإقليمية
من جانبه، أشار الدكتور أمير خيري، الأستاذ بجامعة حلوان، إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تصعيد التوتر على الجبهة اللبنانية من خلال سياسات متطرفة بين أطراف الحكومة نفسها. ويرى خيري أن جهود التسوية قد تفشل، حيث يستخدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا التصعيد كأداة ضغط على الولايات المتحدة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وعلى الجانب الإنساني، أكد خيري أن الوضع في لبنان مأساوي، خاصة مع ارتفاع الإصابات الحرجة، لا سيما إصابات العيون، ما دفع الأطباء إلى مناشدة المجتمع الدولي لتقديم المساعدة.
أبعاد الاختراق الأمني ومناورات إيران
فيما أكد المحلل السياسي الأردني عبدالقادر الناي، أن تصعيد إسرائيل ضد “حزب الله” يعود لأسباب متعددة، أبرزها رفض الحزب التراجع في العمق اللبناني، واستخدام إيران للحزب كورقة ضغط في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.
وكشف الناي أن الاختراق الأمني الذي تم بتفجير أجهزة “البيجر” نفذ بعد أن علمت إسرائيل بمحاولة الحزب الحصول على هذه الأجهزة بتمويل إيراني عبر شبكات شيعية.