المزيد

الإمام البخاري: أسطورة الحديث وصانع الأسانيد

الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري الجُعْفِيّ ولاءً، وُلد سنة 194هـ في قرية خرتنك قرب بخارى، وتوفى فيها سنة 256هـ. يعدّ البخاري أحد أعلام الإسلام وحافظ الحديث البارزين.

من هو الإمام البخاري:

منذ نعومة أظفاره، ظهرت عليه علامات الذكاء والبراعة. حفظ القرآن وهو صبي، واستوفى حفظ حديث شيوخه البخاريين، وقرأ كتب ابن المبارك حين كان عمره ست عشرة سنة. ثم رحل في طلب الحديث إلى جميع أنحاء الأمصار، فزار خراسان، العراق، الحجاز، الشام، ومصر، وسمع من العلماء والمحدثين. اجتمع الناس حوله، وتزاحموا عليه لسماع علمه حتى قبل أن تنبت لحيته.

كان البخاري غزير العلم واسع الاطلاع. جمع في صحيحه من زهاء ستمائة ألف حديث كان يحفظها. لشدة تحريه، لم يكن يضع حديثًا في كتابه إلا بعد أن يصلي ركعتين ويستخير الله. جمع الأحاديث الصحيحة المتصلة دون الأحاديث الضعيفة، ولم يقتصر على موضوعات معينة، بل شمل الأبواب كافة واستنبط منها الفقه والسيرة. نال كتابه “صحيح البخاري” شهرة واسعة وقبولا لا يضاهى.

قال عنه شيخه محمد بن بشار الحافظ: “حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بن الحجاج بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل البخاري ببخارى”، وأضاف: “ما قدم علينا مثل البخاري”. أما الإمام الترمذي فقال: “لم أر بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد أحد أعلم من محمد بن إسماعيل”.

الإمام البخاري، صانع الأسانيد ومحقق الأحاديث، كان ولا يزال أسطورة في تاريخ الحديث الشريف، ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الإسلام والعلم الشرعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى